هذي خطانا لم يزل وقعها ... وشوشة في سمعها ماثلة
تسألني الصخرة يا طفلتي ... عنك وترتد معي ذاهلة
ألم نكن نرسو على شطها ... طفلين مثل النغم الشارد
في قبلة حالمة إن أضع ... وإن تضيعي فعلي ساعدي
تبارك الحب فكم أرعشت ... يمناه. . قلب الحجر الجامد. .
واسمعه يرثي العندليب ويشكو مع الروض فقدانه. .
الوردة الحمراء. . . يا طائري ... تشكو إلى الأنسام أشواقها
عاشت على ترجيعك الساحر ... قد فتحت للنور إحداقها
تلك شظايا قلبك الشاعر ... تخضب بالحمرة أوراقها
على دم المبدع والثائر ... تركز أورد الربى ساقها
سلها أتحلو رقصة أو يطيب ... بعدك لحن للهوى والنسيب؟
ستهمس الوردة: أين الحبيب ... ويهتف الغصن وما من مجيب. .
ما ضر لو غنيت حتى المغيب ... يا شاعر الأطيار يا عندليب؟
كنت إذا ما الفجر لف الظلام ... بالشفق الوردي. . فوق الربى
رقرقت في سمع الزهور النيام ... من اللحون. . المعجب المطربا
فاستيقظ الوجد، وأج الغرام ... في كل قلب نابض بالصبا
أين الأغاريد وأين الهيام ... إني أرى روض الهوى مجدبا
أعد إلى هذا الوجود الكئيب ... بنغمة، برد الشباب القشيب
ما حطمت لغز الوجود الرهيب ... إلا يد الفنان، يا عندليب
ما ضر لو غنيت حتى المغيب؟
هذا هو حب سليمان، وهذا هو غزله. نفس مرهفة الشعور، وعواطف كريمة يصوغها بأرق أسلوب وأمتنه، وذلك من الصعوبة بمكان! إذ لا تكاد تتيسر هذه السلاسة وهذه العذوبة في هذه القوة ألا لقليل من كبار الشعراء. . . .
وأما المعاني والصور الفنيةوالتجارب النفسية فما أخالك إلا معي في الإعجاب بهذا الخيال الخلاق الذي صورها فاحسن تصويرها. ولكأنه والله حين يستعمل الكلمة يخلق لها معنى