للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالضاد ليله ونهاره، ولا يعرف مللا. . ولا يكاد يشغله عن مآسيه فيه مؤاس حتى ولو كان حبيبه ومالك قلبه

هذا هواي. ولن أفنى به شغفا ... مهما استبد ومهما في دمي عصفا

قد كان حسبي. . لولا أن لي هدفا ... عاهدت يوما عليه النبل والشرفا

حسناء. . قد سارت الدنيا وقد وقفا. .

شعبي تمزقه (أطماعهم) شعبا. . ... فهل تلومين ذا روح إذا غضبا؟

فما هو ألا زفرة موتور يريد الانتقام والآثار، وهو لو حبسها لأصلته سعيرا: -

ما أردت القريض، إن هي إلا ... عاصفات جنت على قيثاري

ثورة. . لو حبست عودي عنها ... حطمت أضلعي مع الأوتار. .

وأين لليأس في هذا القلب الثائر مكان؟ وهو كلما اشتدت به الزعازع فحسبه أن يلقي نظرة على الماضي وأن ينصت إلى دمه النقي ليتفجر بركانا يكتسح اليأس ويضيء أملا. .

لفتة يا خيال. . نستلهم الماضي ... ونسكر على صدى التذكار

لفتة نشهد (الجزيرة) نشوى ... من سلاف الرسالة المعطار

أنفضي الموت. . أنت أخصب من أن ... تقفري من مواكب الأحرار. . .

وافتحي للصباح جفنك يا صخراء. . ... هذي زماجر (الثوار). . .

سيعود الوجود يوما إلى الرشد ... على صوت لجك الهدار. . .

وسيظل يهزج حتى تتحرك الصحراء وينتفض الرمل: -

وأهزج يا صحراء حتى تحركي ... وحتى تهز الليل أنشودتي البكر

كفى ألماً أن تحمل القيد أمة ... ولا يشتكي سوط العذاب بهاجر

قوافل تمضي من مهازيل أمتي ... يسيرها ناب، ويحدو بها ظفر. .

يمر بنا التاريخ غضبان ساخرا! ... ويمضي بنوه خاطفين، وننجر

قوافل من بيض العبيد كأنما ... على روحهم قفل، وفي سمعهم وقر

إذا أنت ناشدت المروءة فيهمو ... تملكهم من طيفك الرعب والذعر

سأهزج يا صحراء ولتمض صيحتي ... إلى كل رمس بات يرقبه الحشر. . .

أيغمض كف الموت جفني وليس في ... بلادي شبر لم نحرره أو متر؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>