للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مور: إن هذه الأرض رائعة.

كرم: حقا، حقا، وهو كذلك.

مور: (مستلقياً على ظهره) ولكني بشع الخلقة في هذا العالم الجميل وغريب الشكل في هذه الأرض الرائعة.

كرم: دعنا من ذلك.

مور: سذاجتي! سذاجتي! انظر، إلى الأشياء كيف تضحي تحت أشعة الربيع الهادئة: لم يجب علي أن أتنشق عذاب الجحيم من مسارب مسرات الحياة؟ والناس كلهم مسرورين تربطهم رابطة الإسلام؛ والعالم عائلة واحدة ترعاها عين الأب الحدب في الأعالي، ولكنه ليس أبي! وأنا وحدي طريد شريد، وبعيد عن مجتمع الاخيار، ليس لي ولد يلغ باسمي، وليس لي أمل في نظرة واهنة. ممن احب، ولا رجاء في عناق صديق حميم. أنا محاط بالقتلة، والأفاعي تفح حولي، أنا مندفع إلى خليج الفناء على تيار الإثم المتدفق

شفارز: (إلى الآخرين) ما هذا؟ لم أره هكذا قبلا أبداً.

مور: (بحزن مثير) آه، لو كان في إمكاني الرجوع إلى بطن أمي! - آه، لو ولدت متسولاً! كلا! أيتها السماء أنا لا اجرؤ أن اصلي كي أكون واحدا من العمال حتى اعمل طول نهاري.

اعمل حتى يتفطر صدغي دماً، لأشتري لنفسي راحة نوم ظهيرة واحدة. وعزاء دمعة واحدة.

كرم: (إلى الآخرين) صبراً لحظة واحدة، لأن النوبة عابرة.

مور: لقد فات الزمان الذي كنت أتمكن من البكاء فيه.

آه على أيام السلام، يل قلعة والدي، أيتها الوديان الخضراء! واها على مناظر طفولتي! ألا تعودين إلى مرة أخرى بتأوهاتك المسكرة العاطرة لتهدئ روع قلبي المستعر. اندبي معي أيتها الطبيعة. إن هذه الأيام لن تعود مطلقاً لتطفئ النار المشتعلة في صدري. إنها ذهبت! ذهبت! ولن ترجع.

(أو خذ مثلاً مناجاة مور في موضوع الانتحار، في غابة في منتصف الليل بين اللصوص الراقدين).

<<  <  ج:
ص:  >  >>