للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تأليف الأستاذ محمد عبد القادر العماوي

للأستاذ عبد السميع المصري

هذا هو الكتاب الثاني الذي يتحدث فيه الأستاذ محمد عبد القادر العماوي عن إمكانيات هذا الدين الحنيف. أما كتابه الأول الذي أصدره في العام الماضي فكان عنوانه (هذا هو الإسلام) ولقد تحدث الأستاذ العماوي في (مستقبل الإسلام) طويلاً عن أسباب الجمود الذي أصاب الدين خلال عصور التاريخ، والعوامل التي أدت إلى ذلك؛ كما تحدث عن تطور الأديان وقارن بين العقيدة في مختلف الأديان مقارنة مبنية على أسس من العلم والتاريخ، وبين كيف أن الإسلام نظام عالمي مرن متطور وفق حاجات الزمان والمكان، وما كان له أن يصل إلى هذه النتيجة قبل أن يعرج على نشأة الفرق الإسلامية والعوامل التي أثرت في تاريخها وأسباب ما رميت به من تعصب أعمى وأودى بالكثير من جمال تعاليم بعضها والأسباب الخفية لنشوء معظم الفرق الإسلامية.

ثم يخلص من كل هذا البحث التاريخي العلمي إلى النتائج الطبيعية له وأثره في الإسلام ووجوده كقوة عالمية ثالثة وإمكانيات هذه القوة ومستقبلها بين الكتلتين الشرقية والغربية التي تتنازعان اليوم، لكنه في هذا المكان من الكتاب وقد جعله خاتمته يختصر القول اختصارا ويجمله إجمالاً ويكتفي بالتلميح دون التصريح وهو لب الكتاب وأس موضوعه. . وكأني به يخشى الإفصاح عما في نفسه أو يتهيب الرقيب الحسيب ويخشى مغبة آرائه الحرة، ويقيني لو أن الأستاذ العماوي تأخر في إصدار كتابه أياماً لكان له شأن غير الشأن ولأجرى القلم بما يشاء وأفاض فيما يريد، ولعله فاعل ذلك في الطبعة الثاني إن شاء الله تعالى.

ومن أمثلة هذا الاختصار المخل ما جاء في الصفحة ٢٠٩ من قوله (لكن الإسلام لم يكتف بذلك وإنما يريد أن يقضي في صراحة وقو على ميكروب النظام الطبقي الذي ينشأ عادة من سوء التوزيع الاقتصادي للدولة فيوجب ضرورة التوازن في دخل الأفراد وبذلك يقضي على كل العوامل التي ينشأ في ظلها الربا والاحتكار).

هذا كلام جميل يحتاج إلى كثير من التفصيل ويحتاج إلى أن يبين لنا الأستاذ العماوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>