للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لم يكتب عليه شيء، فإن خرج الغفل مرة أعيد الضرب إلى أن يخرج غيره من القداح.

وذكر ابن حبيب في المحبر أنه قد كتب على أحدهما (افعل) وعلى الثاني (لا تفعل) وعلى الثالث (نعم) وعلى الرابع (لا) وعلى الخامس (خير) وعلى السادس (شر) وعلى السابع (بطيء) وعلى الثامن (سريع). وذكر أيضاً أنه كتب على بعضها (صريح) وعلى الآخر (ملصق). كما ذكر أن قداح (المداراة) التي سبق الكلام عليها كانت بيضاء ليس فيها شيء. وذكر أيضاً أنه كان للحضر والسفر سهمان فيأتون السادن من سدنة الأوثان فيقول السادن: (اللهم أيهما كان خيراً فأخرجه لفلان). فيرضى بما خرج له.

وذكر ابن كلب عند الكلام على (هبل): (وكان في جوف الكعبة، قدامه سبعة أقدح مكتوب في أولها (صريح) والآخر (ملصق) فإذا شكوا في مولود اهدوا له هدية ثم ضربوا بالقداح، فإن خرج (صريح) ألحقوه، وإن خرج (ملصق) دفعوه. وقدح على الميت، وقدح على النكاح، ثلاثة لم تفسر لي على ما كانت. فإذا اختصموا في أمر أو أرادوا سفراً أو عملاً أتوه فاستقسموا بالقداح عنده، فما خرج عملوا به وانتهوا إليه).

قال: (وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله) وسنذكر هذا الأمر بتفصيل عند الكلام على العامل الديني.

وذكر أيضاً في الكلام على ذي الخلصة: (وكانت له ثلاثة اقدح: الآمر، والناهي، والمتربص).

وقال ابن هشام: (وكانت عند هبل قداح سبعة كل قدح منها فيه كتاب. قدح فيه (العقل) - أي الدية - إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة، فإن خرج العقل فعلى من خرج حمله. وقدح فيه (نعم) للأمر إذا أرادوه يضرب به في القداح فإن خرج قدح نعم عملوا به. وقدح فيه (لا) إذا أرادوا أمرا ضربوا به في القداح فإن خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر. وقدح فيه (منكم)، وقدح فيه (المياه) إذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح وفيها ذلك القدح فحينما خرج عملوا به.

وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلاماً، أو ينكحوا منكحاً، أو يدفنوا ميتاً، أو شكوا في أحدهم ذهبوا به إلى هبل).

وقال الجاحظ: (واستعملوا في القداح الآمر، والناهي، والمتربص. وهن غير قداح

<<  <  ج:
ص:  >  >>