للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليونيل: فاستولف! انقلوه إلى المؤخرة: إن هذا الموقع يمكن أن يصمد لحظات أخرى، إن الخبثاء الجبناء يتراجعون، لقد أقبلت الساحرة التي لا تقاوم، يحيط بها الدمار والخراب.

تالبوت: أيها الجندي، انك تنتصر وأنا استسلم؛ إن الآلهة أنفسهم ضعاف أمام البلادة والخرق، وأنت يا آلهة العقل، يا ابنة الإله الأكبر، يا مؤسسة نظام الكون، وقائدة النجوم، من أنت إذا كنت مربوطة بذيل الحصان الأخرق، حصان الخرافة، إنك ستدفعين بعيونك المفتحة صراخك المدوي إلى الهوة السحيقة مع ذلك الحيوان السكير؟ ملعون من يربط مصيره بمصير العظماء والأشراف المبجلين، إن هذا العالم ملك السلطان أحمق.

ليونيل: آه، إن الموت قريب، ففكر في إلهك وصل، ولو أن القدر هو الذي نصر الشجعان على أمثالنا المغاوير لما اهتممنا قيد انملة، ولكن إن تسحقنا مثل هذه الأضحوكة الوضيعة فأمر لا يستحق منا كل هذا التعب وكل هذه المخاطر.

ليونيل: (يمسك بذراعه) وداعا، تالبوت! سأبكيك بملء دموعي إذا بقيت حيا بعد انتهاء المعركة. ولكن القدر يدعوني الآن إلى ساحة المعركة. . وداعاً! إلى الملتقى وراء الشاطئ غير المنظور، وداعاً مبتوراً لصداقة طويلة وليكن الله معك (يخرج).

تالبوت: إن كلل شيء سينتهي آجلاً، وسأسلم إلى الأرض والى الشمس الأبدية هذه الذرات الفانية التي امتزجت، إن خيراً أو شراً، لتكوني. أما تالبوت الجبار الذي ملأ صيته العالم فلن يبقى منه إلا كومة من التراب السافي. وهكذا يقبل الإنسان إلى نهايته، وكل نضالنا في الحياة هو معرفتنا أنها عدم في عدم، وما علينا إلا أن نسخر من هذه الصورة الجوفاء التي كثيرا ما نقشناها وعبدناها.

- الفصل الرابع -

(يدخل شارل، برغندي، دونوا، دو شاتيل، والجنود)

برغندي: لقد نسفت الخندق

دونوا: مرحى! إن المعركة في صالحنا

شارل: (ملتفتا إلى تالبوت) من هذا الذي يودع النهار بمثل هذا الوداع الحزين المكبوت، فمظهره يدل على أنه إنسان اعتيادي، اذهبوا فساعدوه، إن كانت المساعدة جدية.

(جنود من حاشية الدوفن يتقدمون إلى الأمام).

<<  <  ج:
ص:  >  >>