الإنجليزي أو الألماني أو الروسي أو اليوناني. . وكذلك الشأن في الآداب الأخرى.
وعاد الدكتور بعد ذلك فقال: غير أن الأدب في كل وطن يصور البيئة وروحها، ذلك أن الثقافة بالرغم من عالميها فأنها تتأقلم وتتبلور في صور النفس التي تكتبها. .
ورسم الدكتور صورة المثقف، فقال إنه ليس ذلك الذي يحفظ النصوص ويلقيها في كل مناسبة أو غير مناسبة، إنما هو القادر على أن يهضم كل ما يقرأ من فنون الأدب والثقافة، ويحولها في كيانه إلى قوة وتصنع فنونا جديدة.
وقال إن المثقف في عصرنا الحديث لا يستطيع أن يعد نفسه مثقفاً، إلا إذا ألم إلماماً وافياً بكل الآثار التي تنتجها القرائح في عصره. . وأن يواصل دائماً هذه القراءة، ويدأب على الدرس الدائم!
وفي نهاية المحاضرة تحدث (طه حسين) عن التعليم، وهاجم الرأي القائل بالتحفظ في إذاعته وتيسيره للناس جميعاً، وحمل على نظرية التعليم للتوظف، هذه النظرية التي قامت في العهد البائد ويجب أن يقضي عليها العهد الجديد، واستقبل المستمعون حملته هذه بالإعجاب والتصفيق. .
ومع الأسف فإن الصحف اليومية لم تذكر شيئاً عن هذه العاصفة الضخمة التي أثارها عميد الأدب!
الأدب النسوي والشعر المنثور
في رسالة مطولة وردت إلينا من الكاتبة الثائرة (ليلى مسلم) تقول: (إن حملتك على الأدب النسوي يا سيدي قاسية، إنك تنكر أن هناك أدب نسوي، وقد رددت هذا أكثر من مرة وقلت إنه ليس هناك شاعرات). .
ووقفت من الشعر المنثور الذي كتبته (هند سلامة) موقف المعارضة. . لست أدري إن كن ذلك منصباً على اللون الأدبي نفسه أم على المعاني التي تضمنه الشعر. . إنني أرسل إليك طي هذا بعض القصائد والقصص وأنا متحدية وواثقة من أنك ستغير رأيك في الأدب النسوي والشعر المنثور.
إن هناك كاتبات يا سيدي يكتبن لأنفسهن، ويعشن في برجهن العاجي ليقرأن. . ويتبن. . إنهن - وأنا منهن - يعرفن أن الصحف لا تعرف غير الوجوه، ولا تعرف غير اللواتي