(والوادي الجميل غير صحي) قلت: (والجبال. . .) فقاطعتني مرة أخرى: (والجبال، أنا لا أحبها!) ثم نظرت إلى في ازدراء وهي تقول: (والطعام رديء الطهي والجعة البافارية تملأ الجسم شحما، أنا لا أريد أن أبدو عبلة كالفلاحات. إنني أبتغي حياة هادئة. لقد كان من الخير لي أن أسجن في دير ولا أتزوج من رجل لا يحبني) قلت: (لا بأس، سنرحل إلى بلد آخر إن لم تجدي اللذة هنا)، واضطرب قلبي، ن وانتفض فؤادي، واستولى علي الأسى والحزن، فأنا لا أطمئن إلى حياة قلقة لا أستطيع فيها أن أستقر في مكان جميل جذاب أجد فيه السكون والراحة، ولكن ماذا أفعل وأجاتا ما تهدأ ولا تطمئن. لا ريب فهي تريد أن تنطلق إلى فينا حيث تطوقها الأنظار في كل مكان، لأنها إن افتقدت من يعجب بها حارت حيرة من اعتاد التدخين ثم لا يجد إلى الدخائن سبيلاً. تلك حقيقة مروعة، فخير للإنسان ألا يتزوج من حسناء!
وفي الصباح التالي بكرت إلى البحيرة، إلى الوادي، إلى الغابة أمتع نظري وأشيعها جميعاً بنظرات الوداع، فنظرات فيها الألم والحسرة، والخواطر المتناقضة تصطرع في خيالي. أما هي. . . هي أجاتا فما تزال في مخدعها تنعم بالنوم الهادئ. . إنني أتعشق هذه الناحية من الأرض، ولكن. .
ولمع في خاطري رأي، انفجرت له شفتاي ع ابتسامة فيها الرضا والاطمئنان، فانطلقت أعدو في لهفة إلى صديقي دريتشر، وهو ممثل بارع، وهو رئيس فرقة التمثيل الأهلية في بافاريا يستمتع بشهرة عالية؛ وهو أيضاً شاب فيه المرح والطرب والفكاهة والرأي النافذ والقريحة الوقادة. . وهو صديق فيه الإخلاص والوفاء.
وحين ضمنا المجلس اندفعت أقول:(دريتشر، إنني أطلب إليك شيئاً وارجوا ألا تجادلني فيه. إنك تعرف كل إنسان في هذه الناحية، أفتستطيع أن تمدني بشاب أنيق وسيم يمثل دور عاشق؟) قال في دهشة (ليمثل ماذا؟) قلت (ليمثل دور عاشق. إنني أريده يجلس ويحدق. . يحدق في زوجتي ساعة من نهار. إن زوجتي قد اعتادت هذا النوع من الغزل فهي تفزع من كل مكان تفتقد فيه بغيتها. وسأدفع له ثلاث ماركات في اليوم ثمنا لجلوسه في الحديقة يردد بصره بي الفنية والفنية في زوجتي، وأدفع له ثمن شرابه) قال: (لا ضير، لا ضير. . .!) ثم نشرت الخبر أمامه، فقال: (نعم سأفعل غير أني لا أستطيع أن أستغني