للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في الدول المجاورة للاتحاد السوفييتي كتركيا واليونان، ومحاربة الأوكار الشيوعية القويمة في فرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول المعرضة لانتشار الشيوعية. ثم كان مشروع مارشال لمعونة الدول الحليفة لأمريكا، ومن ثم تمت بسرعة فائقة إقامة القواعد العسكرية الأمريكية في شرقي الجزيرة العربية وفي مطار الملاحة في ليبيا والقواعد الهامة الأخرى في شمالي أفريقيا العربية؛ وبذلك يثبت الأمريكان لرجال الحكم السوفيتي بأنهم لن يهنوا أمام أي حركة توسعية سوفيتية جديدة وإنما يقاومونها بالسلاح (كما حدث في كوريا) لعل رجال الحكم في موسكو يعدلون عن مغامرتهم السياسية.

ولما كان المستر كنان ومن يشاركه في الرأي من خبراء الشؤون الروسية في أمريكا وبريطانيا مؤمنين بأن الشعب الروسي لا يرغب في توسع إقليمي فقد اقترح السفير على حكومته بأن تخصص الأموال اللازمة لبث الدعاية في روسيا نفسها وفي المناطق الشيوعية الأخرى ضد رجال الحكم السوفييت في مغامرتهم التوسعية هذه. وأخذت الحكومة الأمريكية بهذا الاقتراح وخصصت في الميزانية العسكرية الأمريكية لعام ١٩٥١ مبلغ١٠٠ مليون دولار لهذه الغاية. وقد احتجت روسيا على هذا وعرضت الموضوع على الجمعية العامة لهيئة الأمم في دورة سنة ١٩٥١.

والفريق الآخر من خبراء الشؤون الروسية في المعسكر الغربي يعتقدون بأن التوسع السوفييتي في أوربا الشرقية وفي الصين وفي سائر بقاع العالم ليس وليد العقلية السوفييتية فحسب؛ بل أنه وليد العقلية الروسية الشعبية الكامنة تحت الطبقة الماركسية الكثيفة التي تشبع بها صناع السياسة في موسكو. وهذه العقلية الروسية هي الآن كما كانت في أزمنة التاريخ الروسي السابقة في عهود القياصرة والحكام التتر والمغوليين راغبة في التوسع الإقليمي خارج حدودها، لا لأنها تخاف العناصر المعادية لها في العالم الخارجي فحسب؛ بل لأن التوسع الإقليمي غريزة في العقل الروسي. فهذا التوسع إذن من الخصائص الثقافية للخلق الروسي وليس وليد النظام الشيوعي السوفييتي القائم الآن في روسيا.

ومن الطريف أن نستعرض التحليلات التي يستشهد بها أصحاب الرأي من خبراء الشؤون الروسية.

الشخصية الروسية

<<  <  ج:
ص:  >  >>