الصحيحة التي تليق بالشعوب المسلمة، ويحرق الطواغيت التي تعترض هذه السبيل، وما أن ظهرت هذه المجلة حتى تلقتها الأيدي المسلمة في كل مكان، وحرص على أذخارها الشبيبة المثقفة والطليعة الناضجة، ولقد اتجه منشئها - رحمه الله - حين أراد إصدارها إلى أن يتولى تحرير موضوعاتها المبرزون المسلمون من كل قطر إسلامي، لتكون صدى لدعوته الجامعة التي لا تعترف بالمركزية بين الشعوب الإسلامية، ولم يعمر (الشهاب) أيضاً طويلا، فتوارى عن الأعين، حين اختبرت دعوة الإخوان بمحنة قاسية، خرجوا منها وهم أرسخ عقيدة وأثبت إيمانا.
ثم بدأ الفراغ يتخذ أفق أوسع من جديد، وحرم المسلمون للمرة الرابعة صحيفتهم، ولم يطل حرمانهم في هذه المرة، إذ برز في الميدان الأستاذ (سعيد رمضان) ليملأ الفراغ بمجلته (المسلمون) ولتنهج منهج الشهاب وتنسج على منواله، وتكون امتدادا لمنهجه، والأستاذ سعيد رمضان شاب في نضرة الشباب، مثقف بالثقافتين المدنية والدينية، فقد تخرج في كلية الحقوق، كما تخرج في جامعة حسن البنا الدينية وأكرم بها من جامعة، ويعتبر خليفة حسن البنا الأول في الخطابة والإلمام بدقائق المسائل والمعاني الإسلامية الحية.
طاف الأستاذ سعيد رمضان بجميع البلاد الإسلامية بلدا بلدا، ومعظم الممالك الغربية، وأعانه على هذا تغيبه عن مصر خلال محنة الإخوان، فقد أصدرت الحكومة وقتذاك الأمر باعتقاله، وهو يطوف بالبلاد العربية داعيا إلى الله تعالى، واستطاع أن يصل إلى الباكستان خشية أن تستجيب الحكومات العربية إلى رجاء الحكومة المصرية فتسلمه إليها، وفي الباكستان نال مكانة مرموقة في ميدان السياسة الإسلامية، ولم يعد إلى مصر إلا بعد أن انجلت المحنة وتلاشت السحب.
ومما لا ريب فيه أن الأستاذ سعيد رمضان أفاد خبرة واسعة من جولته التي استغرقت بضع سنين، فقد اتصل بالشعوب الإسلامية كلها، وتعرف على آلامها وآمالها، ودرس وناقش قضاياها، وألم إلماما دقيقا بشؤونها وأحوالها، ووقف على الكثير من أسرارها وخفايا أمورها، كما اتصل بزعماء المسلمين، وسبر أغوارهم، وخبر جهادهم ومطامعهم، فإذا أضفت إلى خبرته هذه تمكنه من دعوة الإخوان المسلمين، وإسهامه بنصيب ملموس وجهد مشكور في مجلة الشهاب، أيقنت بأنه جدير كل الجدارة بأن يخرج للمسلمين مجلته