للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واشتركوا في جمعية الاتحاد والترقي ثم هرعوا إلى القسطنطينية ينشدون الظفر بنصيب من الغنيمة ويتآمرون للاستئثار بالحكم!

لكن الدول لم تدع الفرصة: فالنمسا أعلنت ضم البوسنة والهرسك إليها نهائيا، وبلغاريا أعلنت استقلالها، وقامت الثورات في ألبانيا وفي بلاد العرب.

ونشط أعوان السلطان والرجعيون فرشوا بالمال جنود القسطنطينية فقتلوا ضباطهم وأعلنوا ولاءهم لدين الإسلام! وللسلطان ظل الله في أرضه وخليفة الرسول!

لكن الاتحاديين تقدموا من سالونيك وقضوا على تلك الحركة الرجعية وعزلوا عبد الحميد وسجنوه في سالونيك وتولى لسلطان محمد الخامس.

لكن نهضة تركيا لم تكن ترضي الدول ولذلك عمدت إلى تحقيق أطماعها فيها، فإيطاليا استولت على طرابلس ١٩١١، وفي البلقان قامت الدول البلقانية ضد تركيا واستطاعت جيوشها أن تنزل بجيوش تركيا الهزائم واضطرت إلى طلب الصلح.

لكن شعوب البلقان المتحالفة ضد تركيا وهي بلغاريا والصرب والجبل الأسود واليونان لم تلبث أن انقسمت على نفسها وقامت الحرب بينهما؛ فأنتهز الأتراك الفرصة واسترجعوا بعض أراضيهم في شرق ووسط تراقيا بقيادة أنور (بك) فخلص هذا النصر شرف العثمانيين.

ولم يمضي عام حتى اشتعلت نار الحرب العظمى ووقفت تركيا بجانب ألمانيا. وكانت نتيجة الحرب وبالا على تركيا ففقدت أملاكها واحتل الإنجليز والفرنسيون والإيطاليون عاصمتها، وأشرفوا على مرافقها ونزل اليونانيون بأرض الأناضول يطمعون أن تكون تلك البقعة الخصيبة حول أزمر ملكا لهم.

وسط تلك الأزمة الخانقة جاء مصطفى كمال لإنقاذ تركيا.

أبو الفتوح عطيفة

<<  <  ج:
ص:  >  >>