ولكن لم يمض عام واحد حتى كان عدد الحريم بالقصر السلطاني قد بلغ تسعمائة!
ومدحت (باشا) زعيم الأحرار نفي إلى الطائف حيث قضى بقية حياته على الفجل والماء! إلى أن مات شهيدا في سبيل الحرية.
وكان الطاغية ضعيفا أمام الأجانب وللوقوف في وجههم عمد إلى إذكاء روح الجامعة الإسلامية وكان يهدد الأجانب بمحاولة إثارة المسلمين ضدهم وكان التهديد سلاحه الأول والتسليم سلاحه الأخير.
ثورة يوليو ١٩٠٨
حين عطل عبد الحميد الدستور ١٨٧٨ ونكل بالأحرار هاجر كثيرون منهم إلى الخرج. وفي ١٨٩١ اجتمعوا في جنيف وأسسوا جمعية الاتحاد والترقي وظل هؤلاء الأحرار يعملون على قلب حكومة لطاغية التي أنزلت بالبلاد المصائب وذاقت على يد الأجانب الذل والهوان.
وفي ديسمبر ١٩٠٧ قرر هؤلاء الأحرار بدأ العمل وتقرر أن تكون مقدونيا مركز الحركة.
وعمد أعضاء الجمعية إلى نشر دعوتهم في صفوف الجيش فأنضم أغلب رجاله إليهم وحدد يوم ٣ يولية ١٩٠٨ لإعلان الثورة على يد أركان الحركة أمثال نيازي (بك) وأنور (بك) وصلاح (بك) أولئك الفدائيون الذين حملوا أرواحهم في أيديهم وخرجوا إلى البلاد لهدم كيان الظلم ومحو آثاره.
ووصلت أنباء الحركة إلى السلطان فأنزعج وأمر أحد رجاله شريف (باشا) بسحق الثورة ولكن الثوار قضوا على تلك المحاولة. واستنجد السلطان بقوات من الأناضول ولكنها سحقت أيضاً وبدأت البلاد تسقط تباعا في يد الثائرين. وأنذر الثور السلطان بوجوب إعلان الدستور فورا وأسقط في يد الثعلب الماكر عبد الحميد واضطر إلى إعلان الدستور وتأليف حكومة دستورية، ولام مستشاريه على أخطاء الماضي ومظالمه ثم ألغى الجاسوسية وأعلن ترحيبه باستقبال زعماء الثوار فعاد أنور ونيازي على رأس قواتهما إلى سالونيك واستقبلتهم هناك جموع حاشدة متحمسة من اليونانيين والأتراك واطمأن الجميع إلى أن عهد الإرهاب قد زال!
وتدفقت جموع من المنفيين السياسيين الأتراك في تركيا وانضم أكثرهم إلى الضباط الشبان