للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا رامت رجال مطلبا ... ذللت كل عصى منصب

وإذا استحلى هواها مأربا ... وجدت لذتها في النصب

لجب راع فؤاد الملكوت ... وثنى الشمس إليه والقمر

لم تشاهد مثله في العظموت ... هذه الدنيا، ولم تسمع خبر

كربت من ذعرها منه تموت ... قبل أن يأخذه منها النظر

راعها حتى إذا ما اقتربا ... فرعى أحوالها في حدب

وجدت أنبل قوم رغبا ... ينشد الخير كريم الرغب

سار يطوي الأرض خفاق اللواء ... كلما مر بقوم عظما

وهو في كل صباح ومساء ... يفتح المدن ويهدي الأمما

كاد لما ضاقت الأرض الفضاء ... يبتغي بالفتح آفاق السما

وإذا حل بواد أخصبا ... منبتاً أزكى نبات طيب

أمرعت منه البرايا أدبا ... وحياة حرة المضطرب

وتبينت فتى صلت الجبين ... لامع الغرة يجلي من بعيد

حف بالبيض بأيدي الدارعين ... فوق جرد تحتها الأرض تميد

قلت: من ذا؟ قيل لي: ليث العرين ... قلت: من تعنون؟ قالوا: ابن الوليد

قلت: والأبطال راعت بالطبا؟ ... قيل لي: صحب النبي العربي

قلت: ما يبغون؟ قالوا: أربا ... جل عن قصد الهوى والغلب

صاح كالضيغم: يا خيل اهذبي ... ورمى الشرق بلحظ أشوس

قال: هيا، أبلغيني أربى ... أربى تطهير (بيت المقدس)

فاستطارت في الفضاء الأرحب ... تنهب الأرض لعز أقعس

واستطارت في فؤادي لهبا ... لهفة للمشهد المستغرب

ثم شيعت بطرفي الموكبا ... وبنفسي منه كل العجب

قلت للنفس، وفي النفس جراح ... كلما ذكرتها نضت دما

وخيول الله تعدو في البطاح ... ، بين عيني، تعض اللجما

فوقها كالقدر العاتي المتاح ... كل جبار علا مستلئما:

<<  <  ج:
ص:  >  >>