للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الخ. . . فنعته لأهل المدينة فما كان بأسرع من أن جاءهم خبر قتل الحسين رضي الله عنه انتهى.

أما الشاهد فلا أعرفه وأخشى أن يكون محرفا عن بيت النابغة وهو:

زعم البوارح أن رحلتنا غدا ... وبذاك تنعاب الغراب الأسود

والبيت قبل علاجه من عيب (الإقواء) هكذا:

زعم البوارح أن رحلتنا غدا ... وبذاك خيرنا الغراب الأسود

انظر قصة البيت في الأغاني وغيره.

علي حسن هلالي

بالمجمع اللغوي

أين كنا. . وكيف أصبحنا؟!. .

كنا سادرين في ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج الإنسان يده لم يكد يراها، وقد تحالفت علينا العلل الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية. فأصبحنا نعيش في النور، تظلنا الحرية بلوائها الجديد، وظلها الوارف المديد!. . .

كنا نعيش في مجتمع أنهكته العلل، ودب فيه الفساد، وتغلغل في كل مرافقه وأركانه، وتحكمت في مصيره طائفة صرفتها مصالحها الشخصية عن مصالح الوطن، فأصبحنا نعيش في مجتمع صححت أوضاعه، وعولجت أدواؤه!

كنا أمة تفرقت كلمتها، وتعددت أحزابها، كل حزب بما لديهم فرحون. . يكبد بعضنا لبعض. . فضعفت قوتنا، وتبعثرت جهودنا، وضربت الفوضى علينا إطنابها، وقعد الكثيرون عن العمل المجدي المثمر. . . فأصبحنا أمة صهرتها الأحداث، فجعلت منها كتلة واحدة، يحدوها هدف واحد، وتسعى إلى غاية واحدة، شعارها (الاتحاد والنظام والعمل)!

كنا نعيش بلا أمل. . فأصبحنا نعيش والأمل يملأ قلوبنا، والإيمان يعمر صدورنا. .

فأين كنا بالأمس؟! وكيف أصبحنا اليوم؟!

إنها رحمة الله الواسعة أدركتنا، فإنتشلتنا من وهدتنا. . . ونعمته الكبرى أظلتنا. . . فلنتحدث بنعمته. . . ولنسأله المزيد من رحمته!

<<  <  ج:
ص:  >  >>