للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(البوم) ما نصه: ورأيت في بعض المجاميع بخط بعض العلماء الأكابر أن المأمون أشرف يوما من قصره فرأى رجلا قائما وبيده فحمة وهو يكتب بها على حائط قصره، فقال المأمون لبعض خدمه اذهب إلى ذلك الرجل وانظر ما يكتب وائتني به، فبادر الخادم إلى الرجل مسرعا وقبض عليه وتأمل ما كتبه فإذا هو:

يا قصر جمع فيك الشوم واللوم ... متى يعشش في أركانك البوم

يوم يعشش فيك البوم من فرحي ... أكون أول من (ينعيك) مرغوم

ثم إن الخادم قال له أجب أمير المؤمنين فقال له الرجل سألتك بالله لا تذهب بي إليه. فقال الخادم لا بد من ذلك ثم ذهب به. فلما مثل بين يدي المأمون أعلمه الخادم بما كتب، فقال له المأمون ويلك ما حملك على هذا، فقال أمير المؤمنين أنه لن يخفى عليك ما حواه قصرك هذا من خزائن الأموال والحلي والحلل والطعام والشراب والأواني والأمتعة والجواري والخدم وغير ذلك مما يقصر عنه وصفي ويعجز عنه فهمي، وإني يا أمير المؤمنين قد مررت الآن عليه وأنا في غاية من الجوع والفاقة فوقفت مفكرا في أمري وقلت في نفسي هذا القصر عامر عال وأنا جائع ولا فائدة لي فيه فلو كان خرابا ومررت به لم أعدم منه رخامة أو خشبة أو مسمارا أبيعه وأتقوت بثمنه، أو ما علم أمير المؤمنين ما قال الشاعر؟ قال وما قال الشاعر؟ قال:

إذا لم يكن للمرء في دولة امرئ ... نصيب وإحسان تمنى زوالها

وما ذاك من بغض لها غير أنه ... يرجى سواها فهو يهوى انتقالها

فقال المأمون أعطه يا غلام ألف دينار ثم قال له هي لك في كل سنة مادام قصرنا عامراً بأهله.

وجاء في (نور الأبصار) في الكلام على (مناقب السيدة فاطمة بنت الحسين) ما نصه: لما قتل الحسين رضي الله عنه جاء غراب فتمرغ في دمه وطار حتى وقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين ابن علي رضي الله عنهما وهي الصغرى فرفعت رأسها ونظرت إليه وبكت بكاء شديدا وأنشأت تقول:

نعق الغراب فقلت من ... (تنعيه) ويحك يا غراب

قال الإمام فقلت من ... قال الموفق للصواب

<<  <  ج:
ص:  >  >>