وبعد فإن الكلمات لم تعد تجدي. . أنه لا بد من إجراء يتخذه كل بلد عربي - بل كل بلد إسلامي - لكفاح فرنسا. وكفاح العالم الاستعماري الذي يسندها.
وأول إجراء في نظري يجب أن يتخذ هو إقصاء المسبحين بحمد هذا العالم من حياتنا الفكرية والشعورية. لأن قوى الاستعمار تسندهم، وتمكن لهم في وظائف الدولة وفي الأسواق ودوائر الأعمال.
إنه لا بد أن نتحرر فكريا وشعوريا من عبادة (العالم الحر). العالم المتحضر، العالم الذي يغتال الزعماء ويمثل بجثثهم في نذالة. والذي يلقي بالجرحى إلى الكلاب المتوحشة لتنهشها. والذي يتجمع كالوحوش الهائجة على شاب ملون فلا يتركه حتى والدماء الغزيرة تتفجر من فمه وأنفه ورأسه.
وحين تتحرر مشاعرنا من عبادة هذا العالم المتعفن. وحين تتجمع أحقادنا المقدسة ضد هذا العالم، حين نمسي ونصبح وهذه الأحقاد المقدسة تغلي في عروقنا. . حينئذ سنعرف كيف نتخلص من العبودية. إن عبودية الضمير هي التي تخضعنا. فلنتحرر منها أولا، ولنخرس كل صوت، ولنكسر كل قلم يحدثنا حديث العبيد، العبيد الكثيرين المنتشرين في مصر والعالم العربي.