وفرنسا هي التي خانت مصر في قناة السويس، فاستغفلت (محمد سعيد) وإلي مصر بطبق من (المكرونة) بواسطة ديلسبس المحتال الذي تحتفظ مصر بتمثاله على مدخل قناة السويس إلى هذه اللحظة. وسرقت ملكية القناة من مصر، وقد أنشأتها في أرضها بمالها وعمالها ونصيبها من الربح، وحقها في الإشراف. وهي تعمل اليوم جاهدة لإتمام سرقة القناة في نهاية مدة الامتياز بوسائل شتى.
وفرنسا هي التي خانت عرابي، ومهدت للاحتلال الإنجليزي؛ ومعركة التل الكبير ما كانت لتقع لولا خيانة ديلسبس لعرابي. وما كانت الجيوش الإنجليزية بقادرة على هزيمة مصر في معارك تقع من الغرب في الدلتا. ولكن الخيانة الفرنسية قد آنت ثمارها وما زلنا نعلك هذه الثمرة المرة حتى يومنا هذا.
وفرنسا هي التي قاومت كل المقاومة إلغاء الامتيازات في مؤتمر مونتريه وعرقلت جهود مصر في إزالة آثارها النهائية. وكانت تعض على هذه الامتيازات بعنف، فلا تدعها تفلت إلا بعد معارك حامية في المؤتمر لا نزال نذكرها.
وفرنسا هي التي وقفت تسند إنجلترا بعنف في مجلس الأمن ضدنا. وكان لسان مندوبها في المجلس هو أقسى الألسنة علينا. وقد تجاوز حد الجدل السياسي إلى الوقاحة والسباب والتهكم. وهذه محاضر مجلس الأمن بخصوص قضية مصر القومية الكبرى تشهد بمدى (صداقة) فرنسا!
وفرنسا هي التي تحارب ثقافتنا وكتبنا وصحافتنا في الشمال الأفريقي كله. ولقد عجز الدكتور طه حسين وهو في وزارة المعارف - وهو أصدق أصدقاء فرنسا - أن يفتتح معهدا لمصر في الجزائر. أو حتى في طنجة التي تحكم دوليا بسبب تعصب صديقته الكبرى فرنسا!
وفرنسا هي التي تحارب جلاء الجيوش الإنجليزية الآن عن مصر، وتكافح كل حركات التحرير - لا في الشرق العربي وحده، بل كذلك في جميع أطراف الدنيا - ومع هذا كله فإن فرنسا هي حامية الحرية الكبرى!
هذه هي صفحة (صداقة فرنسا) فأي سطر فيها هو الذي نخشى أن نشوهه أو أن نطمسه.