مخيمر ولا شعلان ولا أحد العمادين تكلم إطلاقا في تلك الندوة.
ومن الغريب أن الأستاذ غالى بعد ذلك قائلا:(ومن القصائد التي لقيت الاستحسان قصائد مخيمر والنشاوي والتهامي) مع أن مخيمر لم يتكلم مطلقا كما قلت.
أرجو من الأستاذ أنور أن يعطي هذه النواحي بعض الاهتمام كي يخرج لنا شيئا يصح أن يقرأ فيفيد لا أن يعلق ويستنتج مقتصرا بذلك على الأسماء الواردة في بطاقة الدعوة.
محمود بخيت الربيعي الجهني
الباكستان أو باكستان
من غرائب هذا العهد الأخير أن قد أخذ يتزلزل فيه ما كان ثابتا متوطدا منذ القدم من قواعد النحو والبلاغة. فعادت بعض مسائل النحو مما كانت تجمع عليه العرب وتتخذ فيه مذهبا واحدا في العصور الماضية كأنف من الشمع في أيدي الكتاب، يلوونه ويعبثون به كيف يشاءون. هذا يميله إلى اليمين، وذلك يعطفه نحو اليسار، ثم يأتي الواحد فيتيامن به تارة ويتياسر به أخرى. من تلكم المسائل مسألةٍ إدخال الألف واللام على الأعلام الأعجمية. فقد أصبحنا نرى أخيرا أن الكتاب والأدباء من الناطقين بالضاد يكادون لا يتفقون على مذهب فيها بعينه عند تعرضهم لذكر بعض الأعلام الأعجمية التي ظهرت حديثا بظهور مسمياتها إلى حيز الوجود، ومن تلك الأعلام اسم دولتنا الناشئة: باكستان.
إنا لم نزل - ولا نزال - نقرأ كلمة (باكستان) ونتتبعها فيما يكتبه الكتاب والأدباء في مختلف المجلات والجرائد العربية، فلم نر من أمرها إلا عجبا!
في جريدة أسبوعية سيارة في القطر الجزائري، يستعمل نائب مدير الجريدة كلمة (باكستان) فيعرفها بالألف واللام، فيقول:(ولا يزال فن يتنقل في ربوع الباكستان). وأما مدير الجريدة المفضال وصاحب امتيازها المسئول فلا يكتب اسم وطننا - أينما كتب - إلا مجردا منها وممنوعا من الصرف، فيقول:(وانفصلت باكستان) و (وسكان البنغال وهي باكستان الشرقية)، و (لأن باكستان هي الأول في البرنامج. . .)
وفي الرسالة الغراء يتفضل الأستاذ أبو الفتوح عطيفة فيتناول القطر الباكستاني ببحثه الممتع في سلسلة بحوثه عن جميع الأقطار.