يقول الأستاذ عبد الوهاب خلاف (في ١ - ٢٤ من مجلة الأزهر): ولهذا عني بتدوين الفقه فدون محمد بن الحسن كتب ظاهر الرواية، ودون سحنون المدونة في فقه مالك، وأملى الشافعي فقهه في كتاب الأم، وجمع ابن قدامة فقه أحمد في كتابه المغنى.
أقول: إن أبن قدامة صاحب المغنى توفى سنة ٦٢٠ فالصواب أن الذي جمع فقه الإمام أحمد هو أبو بكر الخلال المتوفى سنة ٣١١ ففي (شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج٢ ص٣٦١): أنفق عمره في جمع مذهب أحمد وتصنيفه، وله كتاب الجامع - لعلوم الإمام أحمد - وهو كبير جليل المقدار. وفي طبقات الحنابلة لابن الفراء: رحل إلى أقاصي البلاد في جمع مسائل أحمد. . وسبق إلى ما لم يسبق إليه سابق ولم يلحقه بعده لاحق. وقال الخطيب: جمع علوم أحمد. . . ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحد أجمع لذلك منه. وقال الكوثري: بلغ ما سجله من مسائل أحمد أربعين مجلدا.
٢ - من تاريخ الفقه
يقول الدكتور أحمد أمين (١ - ٢٤ من مجلة الأزهر) ومما امتاز به (الشافعي) اهتداؤه إلى علم الأصول ووضعه له ثم استنباط الحكام على وفقه مما لم يصل إليه إمام آخر. ولذلك كان مذهبه أكثر المذاهب انطباقا على المنطق بعكس الأئمة الآخرين فإنهم كانوا يعتمدون على فهمهم لآيات الأحكام وأحاديثها وكان الاستنباط كالملكات في نفوسهم.
وقال ابن العماد في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج١ ص٣٠١): قال ابن الفرات في تاريخه: أبو يوسف أول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة. وقال: الكوثري (في سيرة أبي يوسف القاضي ص٣٣): قال طلحة الشاهد: أبو يوسف أول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة، كما حدث بذلك الخطيب البغدادي. فأوليته في وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة لا تنافي أولية