حيث وقف إلى رأس المسبحة ويقرأ على حباتها بالتوالي (الله. محمد. علي. أبو بكر. أبو جهل) فحيث انتهى العد إلى رأس المسبحة كان ما تشير به الاستخارة، فخير الحظوظ أن ينتهي العد إلى الكلمة الأولى ثم التي تليها إلى (أبي بكر)، ولكنها إذا وقفت عند أبي جهل كان في ذلك الشر المستطير والأخذ الوبيل.
هذا هو الميسر وأشباهه، وتلك هي الأزلام وأشباهها، بسطت القول فيهما وأردت بذلك فيما أردت أن أذكر تأصيل (الميسر) وأنه داء صاحب البشرية منذ عهد طويل، وأن أقول إن الوقت قد حان للقضاء عليه في هذه العهود الجديدة التي تحاول أن تهزم الشر والفساد، وأن تنصر الأخلاق الفاضلة والمثل العليا.
وأما بعد فإن القول ليس بحاجة إلى أن يعاد، وأن يقال إن الميسر هو السر الغالب فيما كنا نرى من تهافت بعض أصحاب السلطان فيما مضى على اغتصاب الأموال واحتجان الحقوق، والتسلل إلى اقتناص الأبيض والأصفر من ثنايا الرشوة ومكامن الاستغلال الدنيء. فلنقض عليه ولنعلم أننا نبني بذلك صرحاً عالياً سامقاً من صروح الاستقامة، ونهدم بذلك جبارا ماردا من جبابرة الفساد والطغيان.
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا).
منهج لبحث
المقال الأول:
مقدمة - لفظ الميسر ومدلوله - لفظ القمار ومعناه - لفظ الأزلام ومعناه - زمان الميسر.
المقال الثاني:
الجزور - الجزار - عدد الأيسار - قداح الميسر - عدد القداح وأسماؤها - قداح الحظ - القداح التي لا حظ لها.
المقال الثالث:
الخريطة - الحرضة - الرقيب - مجلس الميسر - الغنم والغرم - قضايا الميسر - ما في الميسر من الضرر والنفع.