للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العزة والكرامة في أوج الإسلام، وكتاب كهذا يجب أن يخاطب الوجدان والشعور، ويتغلغل إلى الخواطر والمسارب، وكان في طوق مؤلفه أن ينحو به المنحى العلمي الهادئ، ولكنه مصلح ثائر يحطم السدود، ويقتحم الحواجز. وكتب الثورة جميعها سماوية وبشرية، غربية وشرقية تخاطب العقل والشعور معا، ولا يعيبها أن تتلمس لها النقائص تلمسا، فيقال إن المؤلف يثبت الفكرة قبل أن يبحثها، إذ أن تقديم الفكرة لا يحول دون مناقشتها، ودفع ما يقف أمامها من الشبه المضادة، وإلا فستكون قليلة الجدوى فاقدة التأثير.

وقد عمد الناقد المغرض إلى المغالطة والتضليل فيما لا سبيل إلى دحضه فهو يقول (ولعل من صور اضطراب البحث في يد الكاتب أن تجده يقف بك أمام المشكلة في جوهرها ثم إذا به يحيلك على ما سيأتي حتى إذا مضيت قليلا فقد نسيت المشكلة ونسيت ما كان مفروضا قد يأتي لأنك تدخل في شيء آخر جديد).

يقف المؤلف في ص ١٩ ليضع هذه المشكلة الجوهرية؟ هل ما يزال في الإسلام عناصر صالحة للتطبيق في العصر الحديث؟ ثم يقول (هذا سؤال في الصميم) ولذلك لن يكون من المستطاع الإجابة الوافية عنه في هذا الموضوع فسنجيب عنه تفصيلا وتطبيقا فيما بعد (حتى إذا بلغت ص (٢١٦) وجدت إجابة باهتة)

والحق الذي لا يمتري فيه إنسان أن صحيفة ٢١٦ ليست وحدها هي الإجابة المطلوبة، بل إن الكتاب بجميع صفحاته إجابة مقنعة تدور حول هذا السؤال؛ بل من أجله قد كتب المؤلف كتابه من ألفه إلى يائه. ولن أعمد إلى تلخيص مواضيع الكتاب فيطول بي الحديث في غير طائل، ولكني أحيل الناقد إلى الفهرس فقط! وأعلن أسفي لناقد فاضل يعمد إلى هدم كتاب واضح دون أن يفهم مراميه! ولم يستطع الأستاذ عز الدين أن يخفي عن القراء ما تفيض به نفسه من التحامل المغرض والثورة على صاحب الكتاب، فهو يقرر فقدان الأصالة لدى المؤلف في كتابه لشيء واحد؛ هذا الشيء هو أن المؤلف قد نقل عشر صفحات عن أربعة مؤلفات وقد أثبتها متفرقة في مواضع شتى من كتابه، وأسند كل نص إلى قائله ومكانه؟ فيكون استشهاده بهذه النصوص المنقولة المسندة، دليلا قويا على فقدان الأصالة! مع أن صفحات الكتاب تستشرف إلى الثلاثمائة، وكان في طوق كاتبه أن يرجع إلى المصادر القديمة دون أن يشير إلى من نقل عنهم من المحدثين، ودون أن يؤاخذ جزاؤه

<<  <  ج:
ص:  >  >>