فهلا كان الأجدر بكم أن تخلصوا الإسلام مما علق به من شوائب وتنظفوه مما ألصق به من أضاليل، حتى إذا تقدمتهم للإصلاح كانت أداتكم نظيفة سليمة، وإذا رغبتم في السبق كانت راحلتكم قوية صحيحة؟ - أما إذا أصررتم على أن تتقدموا للإصلاح بأداة ينقصها الإصلاح، وللسبق براحلة عرجاء، فثقوا بأنكم ستظلون إلى الأبد تتصايحون في واد، وتنفخون في رماد. . .!!)
لقد ظللت خلال الحديث منكس الرأس غاض الطرف، وعبارات محدثي تصل إلى قلبي شعاعات من الغيرة الممتزجة بالحسرة والألم، ولم أشأ أن أقاطعه أو أجادله، فلئن كنت أملك اللسان الذي أقاطع به حديثه، فلم أكن أملك الحجة التي أجادل بها نقده، وأعارض بها رأيه، ولذلك أثرت الصمت والهدوء والإصغاء، واكتفيت في النهاية بأن رفعت طرفي إلى محدثي. . . أن نعم!