للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجلست ثانية ونظرت إليه وسألته بهدوء، (حسنا، اشرح لنفسك. . .)

فقال: ماذا؟ ماذا تريد أن اشرح لك؟

فقالت: كل شيء، كل ما فكرت فيه حتى غيرت رأيك هكذا وعلي أن أقرر بعد ذلك

فقال: إنني لم أفكر بتاتا. . . إنما كان من واجبي أن أعرفك أن ما انتويت جنون. . فلما لم تحيدي عن رأيك رأيت أن أشاركك جنونك.

فقالت: أنه ليس من طبعي أن يغير الإنسان رأيه هكذا سريعا

فقال: اسمعي يا عزيزتي، يا صديقتي العزيزة، إنها ليست مسألة تضحية. . ففي اليوم الذي عرفت فيه أنني أحبك قلت لنفسي - كما لا شك أن كل محب يجب أن يقول هذا لنفسه في نفس الظروف - إن الرجل الذي يحب امرأة ويحاول أن يجعلها له عليه واجبات لا لنفسه فقط بل للمرأة التي يحبها، وأنا أعني بلا شك المرأة التي هي مثلك وليست المرأة السهلة. . . إن للزوج فائدة اجتماعية وقانونية كبيرة ولكنه في نظري ليس له إلا فائدة روحية. . روحية بسيطة حينما ينظر المرء إلى الإحساس الذي أخذت هذه العلاقة مكانها على مقتضاه. . . لهذا فإن المرأة المربوطة بهذا الحبل لا تحب زوجها ولا يمكنها أن تحبه ستقابل شخصا تحبه وتهبه نفسها، فإذا أحتل رجل أعزب مكانة العشيق فهذه العلاقة تتطلب تبعات كثيرة أعظم من قولة نعم أمام القس، فإذا كان الاثنان شريفين فسوف يكون ربطهما أقوى وأمتن من ذلك الذي يعقد في الكنيسة. . . إن المرأة تضحي كل شيء، وهي تعرف هذا، فهي تعطي قلبها وجسمها وروحها وشرفها وحياتها لأنها تعرض نفسها للخطر من قتل زوجها لها ومن نبذ المجتمع إياها وما إلى ذلك مما يجعلها جديرة بالاحترام في عين حبيبها الذي يجب عليه أن يعد العدة لمواجهة كل شيء يحدث. . . وليس لدي شيء آخر أضيفه غير ما قلت، لقد تكلمت أول الأمر كعاقل من واجبه تنبيهك ولكني الآن رجل فقط. . رجل يحبك وينتظر أمرك. .)

وبحركة مغرية أقفلت له فمه بشفتيها ثم همست:

- يا حبيبي، لم يكن هذا صحيحا، فإن شيئا من ذلك لم يحدث وزوجي لم يشك في شيء لكنني أردت أن أعرف ماذا تفعل. . لقد أردت أن آخذ هدية رأس السنة. . . هدية أخرى غير العقد الذي أرسلته إلي. . وهي حبك، ولقد أعطيتني إياه، فشكرا. . . وشكرا. . . أوه

<<  <  ج:
ص:  >  >>