للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والرسول (ص) يشير إلى هذا المعنى فيقول:

(لا يزال المرء عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل.)

وهناك شبهة صاغتها عقول أولئك الذين أصيبوا بعمى في بصائرهم، وغل في صدورهم، يقولون: إن الإسلام يكرم العلم الخاص بالدين فحسب، ويتجاهلون أن الإسلام إنما يكرم العلم أياً كان نوعه، ما دام يعتبر وسيلة لتفقه المسلمين في دنياهم، وإلا فأي داع إلى أن يشير القرآن إلى علوم الفلك والتقويم، والزراعة والتجارة، وعلم الأحياء وعلم النبات؟ وأي داع إلى أن يحضنا على التفكر في خلق السموات والأرض والشمس والقمر وما إليها؟ وكيف نكون خير أمة أخرجت للناس، إذا لم يكن العلم رائدنا في حياتنا، وهدفنا في دنيانا. . ولكن من أنى لنا أن نقنع هؤلاء الذين لا يؤمنون ولو آتيناهم بكل آية. .؟

وبعد - فإن رسالة محمد - صلوات الله وسلامه عليه - لأسمى من أن تكون قصصاً للتسلية، وهي تتضمن أمثالتلك المعاني الحية الثلاثة، التي تغافل المسلمون عنها، وهي جديرة بأن تبرز في حياتهم حتى ينقلوا إلى الأفق اللائق بهم. والعجيب أن هذه المعاني الثلاثة، قد تضمنتها أول آية نزلت من كتاب الله تعالى، إذ وجهت الناس إلى الخالق الجدير بالعبادة لتحرير العقول، وأشارت إلى أنهم مخلوقون جميعاًمن عنصر واحد لتقرر مبدأ المساواة فتحرر النفوس، كما أشارت إلى العلم تقديراً له، لينقلوا إلى حياة طيبة بواسطته:

(اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.)

محمد عبد الله السمان

<<  <  ج:
ص:  >  >>