إلى وسائل فنية تحفظ الرطوبة التي يجلبها الشتاء إلى تربة تلك المناطق؛ وذلك بزراعة حوالي ٢٠ صنفاً من أصناف النبات التي يعيش في مناطق خط الاستواء والمناطق الحارة، منها نبات الصرغم وبعض أنواع الذرة الاستوائية ونبات الصمغ. وهذه الأنواع من النبات تضمن استمرار الرطوبة إلى مدة من الزمن كافية لزرع الحبوب وأنواع العشب الصالحة للرعي التي تستطيع أن تعيش على هذه الرطوبة الكامنة
وقد عادت هذه التجارب بنتائج طيبة. فقد نجحت زراعة القمح والشعير في مناطق رملية لا يصيبها المطر ولا تصل إليها مياه الري. وتنشط الآن حكومات الدول المذكورة لتقيم هذه الأساليب في مساحات شاسعة من أراضيها الصحراوية القاحلة.
الفن والحياة كما يراهما الألمان
(أيكون الفن تصويراً لشيء يعرفه الناس أم يكون اكتشافاً لحقائق جوهرية عن الحياة لا يعرف الناس عنها شيئا وإنما يكشف القناع عنها الفنان المبدع؟)
هذا التساؤل هو موضوع لكتاب أخرجته للمطابع الألمانية مؤخراً وتلقفته الأوساط الأوربية الأخرى بالترجمة والتعليق. ومؤلفة الكتاب سيدة هي (جولي براون - فوجلستين) وقد وضعت له عنوان يعبر عن مضمونه (الفن: مرآة الحضارة الغربية)
وتتخذ المؤلفة الفن الغربي سجلاً للتطور العقلي والحضري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع في أوربا وأمريكا. وتحاول المؤلفة كذلك أن تثبت بأن التفسير التاريخي لبعض الحوادث في الحياة الغربية يعجز عن إظهار الحقيقة وراء هذه الحوادث؛ بينما يكون في مقدرة التفسير الفني لهذه الحوادث أن يلقي الضوء الصادق فيظهر هذه الحقيقة
وتسرد المؤلفة في لغة الفنان معادلات جبرية بين فن النحت الإغريقي وبين ظمأ قدماء الإغريق إلى معرفة الحقيقة المجردة في النظام الكوني ثم بين هندسة الفن المعماري في إمبراطورية روما وبين تعشق الرومان إلى توسعفي السيطرة والبذخ. وتلمس المؤلفة التفسير الحقيقي للتطور النفساني والعقلي للرجل الغربي في القرنين الماضيين وما ألم به من مسؤوليات جسام في علاقته مع التطور الحضري الذي اكتسح العالم الغربي. وتلتمس المؤلفة الحقيقة في هذا التطور في المذاهب الفنية الأوربية. فالتطرف الذي ألم ببعض هذه