وهذا الميل إلى تبسيط الروائع الكلاسيكية بلغة المكالمة الحديثة لم تقتصر على المترجمات من روائع الأدب الأجنبي وإنما شملت الأدب الكلاسيكي الإنجليزينفسه. فهناك نشاط أدبي لإعادة كتابة (قصص كنتربري)، وهناك رغبة لدى بعض الكتاب ودور النشر للاعتداء حتى على حرمة الأدب الشكسبيري. وإذا علمنا أن المستر بريتيت يكتب لمجلة يسارية عرفت بآرائها المتطرفة في السياسة والأدب أدركنا مبلغ استيائه من هذا الاتجاه لتبسيط لغة الروائع الكلاسيكية على حساب قيمتها الفنية.
حاضر الأدب الهندي
نشرت جريدة النيويورك تايمس في ملحقها الأدبي استعراضاً سريعاً لاتجاهات الأدب في الهند بقلم أحد الهنود. جاء في هذا البحث أن من غير الصواب تصنيف الأدب لهندي على أنه (وحدة أدبية) تنطوي على ما تنطوي عليه الوحدات الأدبية في الثقافات الحية من اتجاهات وتيارات. وذلك لأن الإنتاج الأدبي في الهند يصدر في عدد كبير من اللغات المحلية المتفرعة من السنسكريتية.
ويؤكد واضع البحث أن حاضر الأدب في الهند لا يشير إلى ازدهار؛ فالازدهار صفة لازمت عصور الأدب الهندي التي سبقت عصرنا الحاضر، فلم يقو كتاب الجيل الجديد في الهند على منافسة نتاج رابندرنات طاغور ومسرحياته، وقصص (سارات شاترجي) وغيرهما من أئمة الأدب في الجيل المنصرم.
ويعلل الكاتب هذا القصور بأن الجيل الذي يمثله طاغور كان يرزح تحت أعباء عاطفية شديدة - أعباء الصراع لتحقيق الحرية السياسية - مما فرض عليه انفعالات قوية للتعبير عن صورة الحياة ومشاكل النفس والمجتمع فيما عبر عنه ذلك الجيل من شعر وقصص ومسرحيات.
ومع هذا التبرير لا يجد هذا الكاتب عذراً للجيل الجديد في تقصيره عن الإبداع الفني. خصوصاً وأن لديه مورداً غزيراً من تراث جيل طاغور والأجيال التي سبقت ومن ذخائر الثقافة والأدب الإنجليزي الذي يحتل الآن مكان الصدارة كمورد للغذاء الفكري في الهند.
ويشير الكاتب إلى أبرز كتاب الجيل المعاصر، الذين يحملون تراث الأجيال السابقة ويبشرون بها هو الأديب الهندي الكبير (سنوميترا براساد بأنت)، وهو يكتب بالهندية