وهناك القصصي البنغالي (جوبال هالدار) الذي لقيت قصصه الطويلة وأقاصيصه القصيرة رواجا كبيرا. ويقول واضع البحث إن الإبداع الفني لدى هذا القصصي البنغالي محدود، وإنتاجه يدور في إطار فني جماله وروعته لا تتعدى صوراً قليلة العدد، يميل الكاتب إلى تكريرها في معظم إنتاجه الفني.
وبمثل هذا العرض يصف واضع البحث إنتاج القصصي الهندي المعروف (ياشبال) الذي (يجد لقمة الخبز في كل مشكلة وحالة من حالات النفس ومجتمعها).
ويقول الكاتب إن هيمنة التفكير السياسي على الأدباء والمثقفين في الهند جعلهم مغرمين بالأدب السياسي أكثر من أي لون من ألوان الإنتاج الفكري. ولذلك فإن حاضر الأدب الهندي يطفح بالدعوات المقتبسة من أنظمة الفكر المعاصرة التي تتطاحن الآن في المعترك الدولي.
وفي مجال الشعر يسيطر (مايثلي ساران جوبتا) على زعامة القريض. فهو لا يكتب إلا شعراً. والغريب أنه قادر على الارتزاق من كتابة الشعر الفني المحض ويعيش في إحدى قرى الهند. ويتصف شعر (جوبتا) بالمحافظة وتمجيد العقيدة الهندوكية في ألوانها الدينية والسياسية.
ولشعره رنة موسيقية وعمق، وفيه صورة صادقة لاحساسات المجتمع الهندي التقليدي الذي لم تفسده كثرة الاتصال والتشبه بالثقافة الإنجليزية وغيرها من الثقافات التي تجد في الهند مجالا للرسوخ. ولهذا الشاعر رأي في قرض الشعر. فهو يعتقد أن الشاعر يخاطب الروح وأن الفيلسوف يخاطب العقل. وبما أنه شاعر وليس بفيلسوف فإنه يتفادى أن يصوغ قصائده في قالب فلسفي كما يميل إلى ذلك عدد كبير من الذين يتعاطون نظم القريض في الهند.
ويمتاز الناشئون من كتاب القصة في الهند بأنهم يقتدون في مستهل حياتهم الفنية بالاتجاهات التي يمر بها كتاب القصة في إنكلترا على وجه الخصوص، وفي أوربا وأمريكا على وجه العموم. فهم يبدءون بمعالجة مشاكل (القلب) والعشق والغرام وألوان الحب من وصال وهجران، وأكثرهم يستمر في هذا النوع من الأدب العاطفي، ولكن