البعض الآخر يميل في سنوات النضوج العقلي إلى الاستفسار عن صلة المرء بالمجتمع الأكبر وأهمية الدور الذي تلعبه الشؤون الروحية في هذه الصلة.
ويروج في الهند أدب المقال والنقد، ويقبل عليه القراء بشغف.
وللأدب الهندي وجه جديد هو ما كثر في الآونة الأخيرة إنتاجه من أدب إنجليزي من أدباء هنود، وان هذا الإنتاج سوق في الهند وفي خارج الهند.
الشعوبية الثقافية وموقف الاتحاد السوفيتي منها
هل تسمح الوحدة السياسية التي تجمع بين مختلف الولايات الأوربية والآسيوية التي تؤلف الاتحاد السوفيتي بنمو الثقافات المحلية لهذه الولايات؟ أم إن الوحدة السياسية تحمل في ثناياها الانصهار الشامل لهذه الثقافات المحلية في بوتقة الثقافة السوفيتية الماركسية وما تنطوي عليه من أسس مرسومة للأدب والفن وشتى ألوان النشاط الفكري؟
هذا سؤال عالجه بعض الكتاب الذين يتتبعون تطور الأدب الروسي في ظل الحكم السوفيتي. واتخذوا حاضر الأدب والفن في أوكرانيا (أكبر ولايات الاتحاد السوفيتي الأوربية مساحة وأهمية) نموذجاً لأبحاثهم.
وقد أستعرض أحد الكتاب الأوكرانيين المقيمين في المنفى حاضر الأدب والفن في أوكرانيا في مقالة ظهرت مؤخرا في إحدى المجلات الأدبية الأمريكية فقال: انزعجت الحكومة الروسية للاتجاهات (القومية) الانفعالية التي أخذت تبدو في إنتاج أوكرانيا الأدبي والفني إثر الرواج الهائل الذي صادفته قصيدة قومية عنيفة نظمها أعظم شعراء أوكرانيا المعاصرين بعنوان (أحب أوكراني) وبلغ من أهمية هذه القصيدة أن كانت موضوع افتتاحية في جريدة (برافد) أعظم صحف موسكو اليومية نفوذا وانتشاراً. والقصيدة وإن كانت مقصورة على تمجيد التراث الأوكراني والتغني بمآثره أثارت انتقاد موسكو لأنها لم تصغ في قالب الأدب السوفيتي ولم تتطرق إلى مدح النهضة الثقافية التي تقول موسكو بأن الماركسية السوفيتية قد نشرتها في سائر أنحاء الاتحاد السوفيتي بما فيه أوكرانيا.
وقد ذكرت جريدة برافدا في افتتاحيتها عن الشعوبية في الأدب والفن الأوكراني إن الملامة في هذه الشعوبية تقع على عاتق الإدارة المركزية للحزب الشيوعي الأوكراني. وقالت (برافدا) إن الاتجاهات البرجوازية التي بدت في بعض أوساط الفن والأدب في أوكرانيا