للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفي يوم الاثنين الأسبق ألقت الدكتورة درية شفيق محاضرة في هذا الموضوع بدار نقابة الصحافة، وقد استغرقت ساعة كاملة، وأستغرق المعقبون عليها ساعتين! وحمى وطيس الجدال بين الطرفين حماساً بالغاً. ونلخص المحاضرة فيما يأتي: -

إننا اليوم في مفترق الطرق، في ثورة جاءت لتحقيق العدالة التامة بين المواطنين، وفي هذا العهد الأغر تريد المرأة أن تأخذ مكانتها الملحوظة، وتنال حقوقها الطبيعية في المجتمع. . .

وأرجو أن تسمحوا لي أن أرجع بكم قليلاً إلى عهود الإسلام الأولى لتروا ما كانت عليه المرأة من شأن جليل الخطر، فأنتم تعلمون إن (نسيبة) أم عمارة وقفت في غزوة (أُحد) تقاتل دون النبي صلى الله عليه وسلم غير حافلة بالسهام المسددة إليها والتي جرحتها أثنى عشر جرحا وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما التفت يميناً أو شمالا يوم أحد إلا ورايتها تقاتل دوني). وأنتم تعلمون أن ذات النطاقين (أسماء) عرضت نفسها للهلاك في سبيل منجاة النبي وصاحبه من المشركين، وأن السيدة (عائشة) كانت الزوجة المثقفة التي تروي الكثير من الأحاديث، والتي نزل فيها الكثير من الآيات. .

كان هذا بعض شأن المرأة والدعوة الإسلامية في مهدها، وكان هذا من عوامل نجاح هذه الدعوة. وليس ذلك بدعا في الإسلام؛ فكل دعوة لا تنجح إلا إذا آزرتها المرأة المثقفة التي تعرف واجباتها وحقوقها. . وأعود بكم إلى المرأة المصرية اليوم وإنكم لأدرى الناس بما هي عليه من جهل مطبق بلغ ٩٠ % من نساء مصر، وإنكم لتعلمون خطر هذا على كيان الأمة، فالأم هي التي تقرر مصير الأمة إذ تلقن الطفل في سنواته الأولى وقبل دخوله المدرسة المبادئ التي ترسخ في ذهنه، وهذه السنوات الأولى - كما يقرر علماء النفس - هي التي تحدد عقل الإنسان طوال حياته! وإنكم لتشاهدون كيف تعالج الأمهات في مصر أبناءهن بالرقى والتمائم! وإنكم لتشاهدون الأمهات اللائى يأبين أن يمس الماء أجسام أبنائهن العام كله خوف البرد والزكام! وإنكم لترون النسبة الهائلة في وفيات الأطفال التي هي معرة لمصر بين الأمم!. . إن مرد ذلك كله إلى جهل الأمهات، والنبي الكريم يقول (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)!

إن المرأة المصرية اليوم تطالب برفع كابوس الجهالة عنها، تطالب بأن تكون كالرجل في

<<  <  ج:
ص:  >  >>