ذلك لأنها أثبتت جدارتها عمليا، لاستمتاعها بتلك الحقوق. ولهذا فقد حصلت عليها برضا تام من الرجال.
وأكدت أنها وبنات جنسها مشاركات للمرأة المصرية رقيق عواطفهما، معضدات لمطلبها العادل، ومشفقات كل الإشفاق من روح بعض المتطرفين بالنسبة لقضيتها. وإننا إذ نودع السيدة نهرو العظيمة نتمنى لها عودا حميدا لبلادها ونحملها أحسن تحياتنا لمواطنيها ومواطناتها جميعا.
رسالة المرأة في العهد الجديد
المرأة هي الدعامة الأولى التي يتوقف عليها تقدم الأمة أو تأخرها، وصلاح الشعب أو فساده، وبفضل رعايتها الصحيحة للأسرة يستقيم حال الرجل أو ينحرف، وتصلح تربية النسل أو تفسد، ومن ثم يبين تأثيرها الحق في الشعب وفي البيئة المحيطة به، والأمم التي تنبهت إلى خطورة مركز المرأة في الدولة، جعلت في رأس برامجها الإنشائية الإصلاحية مسألة العناية بتربية المرأة وتثقيفها حتى تأمن العثار، تلك المخلوقة العجيبة التي لا يقف في سبيل إرادتها شئ (إن هي أرادت) أن تنفذ أمراً ما.
ومن أجل هذا. . كانت المرأة المستنيرة من أول وأهم عوامل الإصلاح والتقدم في البلاد، ومصر يحمد الله قد قطع نساؤها شوطا بعيدا سليما في ميداني التعليم والاجتماع، وبذلت جهدا غير منكور في ميدان السياسة.
ومن واجب العهد الجديد أن يعتمد على المرأة المستنيرة في الحدود السالفة الذكر في سبيل نشر رسالته، ومن واجبه أن ينقب عنها، ويسعى إليها، حتى يستطيع أن يكل إليها ترشيد أكبر عدد ممكن من بنات جنسها وأسرهن في مقاصد وغايات العهد الجديد. ولاسيما وأن المرأة أسرع قابلية لفهم النهضة والجيل الجديد، وأسرع إلى تنفيذ الخطط الإصلاحية الراهنة، لأنها أقل من الرجل اندماجا وتأثرا بظروف العهد البائد وأكثر ما أشتمل عليه. وهي تعمل غير مغرضة، فليست تطمع في المناصب الحكومية، ولا تنظر إلى المراكز الرفيعة، ولا تشغلها الدرجات والترقيات بالصورة التي ينشغل بها الرجال. ولم تتأثر المرأة بطغيان الإقطاع كالرجال بحيث تقف موقف المعارضة والنضال، ولهذا فهي اكثر استيعابا واستجابة لمبادئ العهد الجديد، وأقوى تأثرا به، وأشد رضاء عن نتائجه.