فعلى المرأة أن تتقدم بدون إبطاء بعرض مساعداتها في الفن أو التخصص الذي تحسنه، ولا تنتظر التنقيب عنها، فليس في مقدور القيادة أن تشم على ظهر يدها كما يقول المثل السائر.
وأن تبدأ حملة عملية على الكماليات؛ فتتنازل عن كثير منها كالسيارات الفخمة والفراء النادرة، والأحذية المبالغ في أثمانها وعددها، والثياب اللافتة غير العملية.
وبمعنى آخر يجب على المرأة أن تتقشف، ولا أود أن تسترجل، وإنما تعتدل كثيرا في مطالبها من كماليات الترف، حتى تدفع التهمة الخطيرة التي طالما اتهمت بها. . . وهي أنها أسيرة الموضات وعبدة المساحيق ووسائل التزين. وعليها منذ اليوم أن تشهد العالم أجمع على أنها بدأت عهد الجد والحزم والعزم فتستهلك منتجات بلادها أولاً، من منسوجات ومأكولات ومعادن، ومنتجات صناعية، وأن لا تأنف من استعمالها مهما كانت درجة بساطتها وعدم جودتها - حتى نتقدم بها إلى أحسن الدرجات من الجودة والارتقاء.
وأن تهجم هجوماً عنيفاً على الجهل والفقر والمرض فيكون من واجب كل امرأة متعلمة سواء في المعاهد أو في المنازل، أن تعلم عدداً من الأميات في أقصر وقت.
وأن تبذل من اقتصادياتها (لا أقل من نصاب الزكاة) لأوجه البر المنظم، لتساعد على تحسين حال المعدمين لا بإقامة مطاعم الشعب التي عملنا على هدمها لما لمسناه من أنها تريق ماء وجوههم، وحرصنا على تنبيه أولي الأمر في حينه إلى خطورة رد الفعل السيئ الذي تسببه أشباه هذه المشروعات المسكنة فقط والتي ليس من شانها أن تنشئ أجيالا نشيطة مستكملة الرجولة، وإنما تربي جيلاً جبانا متواكلا تحلو له الراحة ويستهويه الكسل. لذلك كان لزاماً أن توضع التبرعات والإعانات كرءوس أموال لإنشاء مصانع وعمارات وأعمال حرة تجارية أو زراعية وما إليها، حتى ينتفع المعوزون ويشعروا بأنهم يأكلون بعرق جبينهم، وأنهم لا يستجدون، فالاستجداء مسقط للكرامة وللإنسانية. وعلى كل سيدة قادرة على الإرشاد الصحي أن تبذل كل ما في طاقتها لتأخذ بيد المريض، وتساعده على أتباع طرق العلاج، والنظافة، وتشجعه على اللجوء إلى المستشفيات والوحدات العلاجية.
وان يقمن من أنفسهن رقيباً أميناً على رعاية كل هذه الأوجه الإصلاحية لتأخذ بيد قادة العهد الجديد - عهد الإصلاح والإحسان في تعاون واتحاد مع إخواننا الرجال.