المنن العظيمة، ولكن كان لكم الحق فيما حملتم أنفسكم من مشقة، فإن الفردوسي إن تعلق بإيران جسماً فهو ابن الإنسانية روحاً، بل أقول إذا أذنتم لي: إنه من آباء الإنسانية. وبعد، فقبيح أن يتصدى جاهل مثلي لتعريف علماء أمثالكم بالفردوسي، فمن الخير ألا أشغل أوقاتكم النفيسة، وأن أفسح المجال لأعمالكم المفيدة)
ثم أعلن افتتاح المؤتمر، وأخبر أن علي أصغر حكمت كفيل وزارة المعارف سيتكلم بالفرنسية، لأن بعض الحاضرين لا يعرف الفارسية. فتكلم كفيل المعارف مبدياً سرور الإيرانيين وشكرهم للعلماء الذين وفدوا للمشاركة في حفلات الفردوسي ثم قال:
(إن اجتماع هذا العدد من العلماء على اختلاف الأوطان دليل قاطع على ما قيل من أن العلم والأدب لا وطن لهما. فحيثما لمع نور هذه الموهبة الإلهية اتجهت إليه النفوس المستعدة، والأرواح المشتاقة كالفراش، فيرون أنفسهم في هذه المرآة المشتركة بينهم ويقولون: كنا متحدين، كنا جوهراً واحداً، كنا بغير أجسام ورءوس، كنا جوهراً وضاءاً كالشمس، وكنا صافين كالماء. فلما تصور هذا النور الجميل ظهرت أعدادنا ظهور الظلال على الشرفات
إن اهتمام الأمم العظيم بعيد الفردوسي الألفي، واحتفاءها به في بلادها، وإرسال فضلاءها إلى قبر شاعر إيران برهان على أن الأمم لا تختلف في الحقائق على رغم ظواهر الأمور. إن بين الأمم اختلافاً في السياسة، والاقتصاد، والتجارة، والمعيشة، والآداب والعادات - اختلافاً جعل العالم الحاضر مادياً ملؤه الشرور والآفات، ولكن كلما لاحت للناس الأمور المعنوية والفوائد العلمية والأدبية امحت هذه الاختلافات، وتجلى الوفاق والوئام - ثم بين كفيل المعارف أن الاشتراك في مثل هذه الأمور أحسن وسيلة إلى التقريب بين الأمم، وقال: لذلك أفتخر بأن أقول إن اهتمام الأمة الإيرانية بعيد الفردوسي، ودعوة الأمم إلى المشاركة فيه يعد في الحقيقة خطوة إلى التفاهم الحقيقي بين الأمم وإن يكن في ظاهره ذا مقصد أدبي وتاريخي)
وبعد فراغ وزير المعارف من كلمته دعي الحاضرون إلى انتخاب مكتب المؤتمر فكانت نتيجة الانتخاب: