ثم تلا الرئيس رسائل كثيرة من الحكومات والجامعات تبين عن مشاركة الإيرانيين في الحفاوة بشاعرهم. ثم تكلم بعض المندوبين كلمات قصيرة أبانوا فيها عن سرورهم بالمشاركة في هذا الاحتفال. وكان من المتكلمين الأستاذ عبد الحميد العبادي فتكلم بالعربية عن فضل الفرس على الأدب العربي، وألقى الشاعر الكبير الزهاوي قصيدة فارسية
ثم بدئت المحاضرات على ترتيب حروف الهجاء، فكان أول المتكلمين الأستاذ العبادي فتكلم عن الأخلاق في الشاهنامه، واستمرت كلمته خمساً وعشرين دقيقة وتلقاها الحاضرون بالاستحسان. واقتبس منها بديع الزمان أحد أدباء إيران حينما تكلم عن الشاهنامه من بعده
وفي اليوم التالي تكلم سفير الروس، وترجمت كلمته إلى الفارسية، وأهدى عن دولته كتباً وصوراً فارسية قيمة، ثم خطب سفير الألمان، وقدم هدايا من الكتب منها فهرست للشاهنامه، وأعلن منح بعض الجامعات الألمانية رئيس وزراء إيران دكتوراه في الآداب، وانتخاب وزير المعارف عضواً في جمعية المستشرقين الألمانية. ثم تكلم آخرون، وانتهت الجلسة بإنشاد الشاعر الكبير الزهاوي قصيدة عربية (نشرت في الرسالة)
وفي اليوم الثالث كانت جلستان: في الصباح والعشي، وتكلم ثمانية. وكنت ثاني المتكلمين في الصباح فألقيت بالفارسية كلمتي (مكانة الشاهنامه في آداب الأمم) في عشرين دقيقة. وقد تفضل الحاضرون فأحسنوا استقبالي حينما قمت للكلام، وأحسنوا الاستماع لي، ثم أبدوا استحساناً عظيماً حينما فرغت، وإني أدع للجرائد الإيرانية الكلام، فإن القارئ المصري يهمه أن يعرف ما قالت جرائد إيران في ذلك
قالت جريدة إطلاعات:
(ثم ألقى الدكتور عبد الوهاب عزام معلم الأدب الفارسي والعربي بالجامعة المصرية، خطبة بالفارسية، وموضوعها مكانة الشاهنامه في آداب الأمم، وقد بدأ كلامه بقوله. أنا لا أحسن التكلم بالفارسية، ولكني لا أريد في حضرة هذا الشاعر الكبير (وأشار إلى تمثال الفردوسي) أن أتكلم إلا بلغة الشاهنامة - ولخصت الجريدة المحاضرة، ثم قالت -: وفي