نهاية الخطبة أبدى سروره بمشاركته هو وزميله في عيد الفردوسي باسم الأمة المصرية والحكومة. وقدم إلى رياسة المؤتمر نسخة نفيسة من الشاهنامة العربية التي أخرجها الدكتور عزام أخيراً، بعد أن صححها وعلق عليها، وقدم لها مقدمة نفيسة جامعة، وطلب أن ترفع هذه النسخة إلى الحضرة الهمايونية الشاهنشاهية. وكذلك قدم نسخة إلى حضرة رئيس الوزراء، وأخرى إلى كفيل وزارة المعارف، وكانا حاضرين. وقد قوبلت خطبته وعمله بتصفيق مديد. وحينئذ تقدم إلى منصة الخطابة السيد حكمت كفيل وزارة المعارف، وشكر الدكتور عزام على ما أظهر من عواطف المودة وقال:(أشكر الدكتور عبد الوهاب عزام من جهتين: الأولى أنه تحمل مشقة في ترجمة الشاهنامة وتصحيحها والتعليق عليها. والثانية أنه تكلم بلغة الشاهنامة. يقول حافظ الشيرازي أن الترك المتكلمين بالفارسية يهبون لي الحياة. وأنا أقول أن العرب المتكلمين بالفارسية يهبون لي الحياة. والحق إن لساني قاصر عن الشكر. والأستاذ عزام من أدباء الشرق الذين درسوا الفارسية برغبة وعشق وكلف خاص، وإني أختم شكري بهذين البيتين للشيخ سعدي:
(قلت لقلبي إن الناس يجلبون السكر من مصر فيهدونه إلى الأحباء. فإن تكن يدي خالية من هذا السكر فعندي كلام أحلى من السكر)
ولما جلس الدكتور عزام في مكانه من منصة مكتب المؤتمر قال له الرئيس (لقد أردت أن تثبت أنك أستاذ الأدب الفارسي بحق) اهـ
ثم توالى المتكلمون في اليومين الرابع والخامس، وأنشد الشاعر الإنكليزي درينكووتر قصيدة وترجمها نظماً وأنشدها في المؤتمر من بعد الشاعر الفارسي بهار الملقب بملك الشعراء. وتكلم في اليوم الأخير الأديب أحمد حامد الصراف أحد مندوبي العراق، فألقى بالعربية كلمة قصيرة جميلة تكلم فيها عن المودة بين العراق وإيران
وكانت هذه الأيام الخمسة مزدحمة بحفلات الغداء والعشاء، ومشاهد التمثيل والألعاب الرياضية ومشاهدة الأماكن العظيمة في طهران. ونرجئ الكلام في ذلك إلى المقال الآتي خشة الإطالة