النابهين الذين يرفعون ذكر أوطانهم والذين يضيفون إلى الكنوز الإنسانية في العلم والمعرفة، أمثلة قليلون إذا خسرهم الوطن فلا بد من صبر وانتظار متصل قبل أن نظفر بمن يخلفهم، وإذا فقدهم العلم فلا بد له كذلك من انتظار حتى يجد ما سيتم ما بدأه).
ولا تزال كلمة أعضاء مجلس كليته ترن في أذني عن الفقيد العظيم اعترافاً بجميله على كلية العلوم حيث يقولون (كلية العلوم التي بذل الفقيد من أجلها الكثير لإعلاء شأنها وتدعيم أركانها لن ننسى فضله عليها، وستبقى مبادئه وتعاليمه التي رسمها لها نبراساً تهتدي به، وسيظل اسمه خالداً رمزاً على النبوغ والتضحية، ومثلاً رفيعاً للقيام بالواجب وتحمل المسئولية والتفاني في خدمة العلم والعلماء).
ويكفي للدلالة على مكانة الفقيد الرفيعة بين مصاف العلماء في الدنيا أنه كان أحد الباحثين القلائل في الذرة، وممن العلماء القلائل الذين يفهمون النظرية النسبية حتى أن السير أوين رتشاردسون البحاثة الكبير في العلوم الرياضية قال عقب موت الفقيد (إنه كان من أعظم علماء الطبيعة الرياضيين البارزين في العالم وإن وفاته في هذه السن المبكرة جاءت خسارة لا تقدر للعلم لا في مصر وحدها بل في جميع أنحاء العالم أيضا).
فإن غاب نجمه عن الناظرين فهو لا يزال من وراء الأفق سيبث أشعته في قلوب من آمنوا برسالته، وهو وإن همه قلبه فإن ذكراه العاطرة لا تزال تملأ الوجود.
فلتذهب سيرته العاطرة في التاريخ قدوة مثلى يفخر بها المصريون جيلا بعد جيل لأن اسمه سوف يبقى خالداً ما بقي في مصر جيل يؤمن بالبحث العلمي وفائدته.
وفي ذمة الله هذا الطراز النادر الكريم من الرجولة والوفاء والعلم.