لجميع المدارس حصتين في الأسبوع للتعليم الديني في أصول الإسلام وفقهه وتعاليمه. وترك الخيار لآباء الطلبة في حمل أبنائهم على المشاركة في هذه الحصص الدينية. ولكن الأكثرية الساحقة من الآباء تحمسوا لتربية أبنائهم تربية إسلامية. وعلى أثر ذلك شرعت وزارة المعارف التركية في تأليف الكتب الدينية لطلبة المدارس. وجدير بالذكر أن هذه الكتب وضعت في قالب جديد يختلف اختلافا بينا عن كتب التدريس الدينية المستعملة في مدارس الشعوب الإسلامية الأخرى.
ثم خطت الحكومة التركية في سنة ١٩٥٠ خطوة جديدة فجعلت التعليم الديني في المدارس الحكومية والأهلية إلزامياً لا يتقيد بمشيئة الطلبة وآبائهم.
وكان من الطبيعي أن تخلق هذه المشروعات أزمة في المعلمين الدينيين؛ ولذلك أسرعت وزارة المعارف التركية بإنشاء معاهد خاصة لتخريج المعلمين الدينيين. وألحقت بالجامعات التركية أقساما خاصة بالتعليم الديني ولم تبخل بالمال على إنشاء المكاتب ونشر المطبوعات والكتب الدينية للعامة والخاصة. ثم سمحت باستعمال اللغة العربية في الأذان وأخذت تذيع القرآن الكريم من محطات الإذاعة أسوة ببقية الشعوب الإسلامية الأخرى.
وجدير بالذكر أن العناصر الإسلامية التقليدية في تركيا أخذت تساهم في الحياة السياسية مساهمة عملية. فناصرت هذه العناصر الحزب الوطني على الحزب الديمقراطي (حزب الحكومة). وذلك لأن الحزب المعارض كان يعد في برامجه الانتخابية بمشروعات واسعة للبعث الديني في البلاد التركية.
ويعتقد الأستاذ لويس أن موجة البعث الإسلامي في تركيا لم تؤثر في اتجاهات الشعب التركي نحو حلفاء الغرب ولم تؤثر بعد في سياسة تركيا الخارجية. فبينما تقف الصحافة في جانب العرب في قضية فلسطين تقف الحكومة التركية في جانب إسرائيل. وسبب ذلك أن زعماء الحركة الدينية في تركيا جماعة تنتمي إلى العهد القديم المحافظ الذي لا يرضى عن الشيوعية السوفيتية ومطامعها في البحر الأسود والقطاعات التركية المجاورة لروسيا.
ولما كانت الحكومة التركية تبني سياستها نحو الغرب ونحو إسرائيل على أساس الخوف من التوسع الروسي، فان العناصر الإسلامية في تركية لم تعد تستطيع أن نثبت وجودها بتغيير سياسة تركيا نحو إسرائيل كما فعلت العناصر الإسلامية في إيران بزعامة آية الله