وكانت حكومة أتاتورك تعامل الأقلية المسيحية من الروم الأرثوذكس المستوطنة في الأناضول معاملة تختلف عن الأقلية العربية والكردية التي كانت تشارك الأتراك الطوررانيين في العقيدة الإسلامية وتشاركها مشاركة تامة في الحقوق والواجبات المدنية.
ولما توفي أتاتورك وزالت هيبته القاسية على الحياة الإسلامية في تركيا نشطت العناصر الإسلامية هناك نشاطا ملحوظا. ففي سنة ١٩٤٠ اضطرت الحكومة التركية برئاسة عصمت أنونو أن تعيد إلى الجيش التركي نوعا من الحياة الدينية فسمحت لرجال الدين بأن ينضموا إلى الجيش في شكل أئمة ووعاظ على نحو ما كان متبعاً في أبان العهد العثماني.
وفي نفس الوقت شرعت وزارة المعارف التركية في ترجمة (دائرة المعارف الإسلامية) وزيادة موادها. وخصصت الوزارة لذلك مبلغا عظيما من المال كافأت به الكتاب والعلماء الأتراك الذين ساهموا في الترجمة والبحوث والدراسات الإسلامية التي أضيفت إلى الطبعة التركية من دائرة المعارف الإسلامية).
ولكن العناصر الإسلامية من حفظة الدين لم ترض عن عمل وزارة المعارف التركية وانتقدت مشروع ترجمة (دائرة المعارف) على أساس أن واضعي هذه الموسوعة هم من خصوم الإسلام الأجانب الذين لا يقصدون خدمة الإسلام وإنما يهدفون إلى تفسيره تفسيراً يتلاءم مع أهدافهم كمبشرين ومستشرقين أجانب يخدمون الاستعمار الأوربي في الشرق الإسلامي. ولم تكتف هذه العناصر الإسلامية بالنقد فحسب بل نشطت بزعامة الزعيم الديني (أشرف أديب) لوضع موسوعة إسلامية أسموها (الإنسكلوبيديا التركية الإسلامية).
وصاحب هذا النشاط للعناصر الإسلامية التركية اتجاه جديد في الحكومة التركية التي جاءت في أعقاب أتاتورك - اتجاه أزال كثيرا من معالم الديكتاتورية التي اتصف بها عهد أتاتورك. ومن ثم توفر للعناصر الإسلامية في تركيا فرصة ذهبية لمضاعفة حماسها في بعث الحياة افسلامية من جديد في البلاد التركية.
وفي سنة ١٩٤٦ نجحت هذه العناصر في حمل البرلمان التركي على مناقشة مشروع التعليم الديني الإلزامي في المدارس الحكومية. وبعد مناقشة وجدل في البرلمان والصحافة والمحافل العامة والخاصة توصلت الحكومة التركية في سنة ١٩٤٩ إلى سن مشروع يوفر