الصوت الشعري الرخيم؟.
وهناك، كانت تجلس بين أزهار (اللوتس) حورية من بنات البحر عرائس الماء المنشودات.
إن شعاعاً عبقاً ينبثق من زهرة من زهور (السيرش) في مفرقها الجميل.
فترجل الأمير عن جواده، ودنا إلى الحورية في استحياء وطلب منها تلك الزهرة الجملية العبقة. . . فرفعت رأسها ترنو إليه ثم سحبت زهرتها من شعرها وقدمتها قائلة: (إنها لك).
ثم سألها الأمير: وأي ملكة أنت؟.
فبدت على وجهها علامات الدهش والإنكار ثم قهقهت في ضحكات متزنات كالأنغام. . كان لها رنين في قلب الأمير الشاب. . لقد ظن الناس تلك الضحكات مزامير لشدة ما يخطئون. .
ثم ركب الأمير جواده، وأردفها خلفه ومضى يحث السير!.
وهما على ظهر الحصان همس الأمير في أذنها أن اخلعي عنك النقاب. . واذكري اسمك الكامل.
فأجابت: إن اسمي كاكاري. . . وأما القناع فما كان قد انكش كما أراد!.
وهنا قال الأمير: وجهك. . . أرنيه. . . إنني في حاجة إلى استجلائه أيتها الملكة الحسناء.
ولكنها قهقهت في ضحكات كالأولى كان لها في قلبه الملتاع وقع ورنين.
ثم وصلا إلى المعبد القديم المهجور. . . فعلن الخبر وذاع؛ وسمع الملك الشيخ بزواج ابنه الأمير فأرسل إليه الجند والخيل والفيلة والعربات، في معبده المهجور.
واليوم يا (كاكاري) ستذهبين إلى القصر.
ولكنها لم تجبه، ولكن في عينيها كان الجواب. لقد كانتا دامعتين، طافحتين بالدموع، تستعبران! لقد هاجتها الذكرى. . . وأثارت ما في نفسها من شجون.
ثم قالت: (أنا لا أستطيع الذهاب. . أيها الأمير المحبوب!).
ولكن ضوضاء القادمين وجلبتهم غلبت صوتها الخافض الصئيل، وسارت إلى قصر الملك الفخيم.
فرأتها الملكة فقالت: وأي أميرة هذه تكون؟