أن نذكر أن الفضل في ظهور هذين الجزأين إنما يرجع إلى النقراشي رحمه الله وكان وزيراً للمعارف يومئذ ثم انتظرنا ظهور الجزء الثالث ثمانية أعوام كاملة. ولما لم يظهر فيها استصرخنا وزارة المعارف على صفحات جريدة الأهرام لكي تعمل على إخراج الجزء الباقي من هذا الديوان تم تردفه بكتاب (قيد الأوابد) وكان أملنا كبيراً في تحقيق رغبتنا التي هي رغبة الأدب والأدباء إذ كان يتولى وزارة المعارف حينئذ الدكتور طه حسين عميد الأدب، وخير من يعمل على نشر تراث لغة العرب؛ ولكن يؤسفنا أن نقول إن صرختنا هذه قد ذهبت أدراج الرياح وبقي الديوان إلى اليوم ناقصاً لا يعرف الناس عنه ولا عن كتاب (قيد الأوابد) شيئا.
ومن أجل ذلك رأيت أن أنتهز فرصة الذكرى الثامنة والأربعين لوفاة شاعرنا الكبير - وانقضاء عشرة أعوام كاملة على ظهور الجزء الثاني كانت كافية لأن يعاد طبع الديوان كله فيها طبعة ثانية - فأرسل صيحة أخرى على صفحات مجلة الرسالة الغراء ونرجو أن تبلغ مسامع وزارة المعارف فتصغى إليها وتحقق ما فيها، ولا تذهب هباء كما ذهبت التي سبقتها. ونأمل كذلك من حضرة مدير دار الكتب وهو أديب كبير أن يستمع إليها ويعني بها حتى يرى أهل الأدب بين أيديهم في القريب العاجل ديوان البارودي كاملاً، وكتاب (قيد الأوايد) بالطبع مائلا.