الأحجام وفي مختلف الموضوعات المتعلقة بالفلسفة والتربية والتوجيه السياسي وعلم النفس والاجتماع.
ولعل أبرز ما ساهم به الدكتور ديوي في حاضر الثقافة الأمريكية هو نظريته في التربية العملية التي أصبحت الآن من مميزات أسلوب التربية والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد جاهد هذا المربي الأمريكي الكبير في الدعوة إلى نظريته التربوية شارحا للناس بأن العلم المجرد لا ينفع صاحبه إلا إذا رافقه إدراك عملي لوسائل تطبيقه على الحياة اليومية. ولذلك دافع ديوي عن النظرة (البرجماتزمية) للحياة وقال بوجوب تسخير الثقافة المجردة لخدمة الفنون التطبيقية التي تنفع الناس في حياتهم العملية. وقد واجهت هذه النظرية انتقادا لاذعا من قطب أمريكي آخر له مكانته الهامة في بيت المربين الأمريكان هو الدكتور روبرت هاتشينز رئيس جامعة شيكاغو. ووصف الدكتور هاتشنز نظرية ديوي بأنها (رجعية تتعارض مع الثقافة السليمة) وقال هاتشنز كذلك بأننا يجب أن نبتذل العلم والثقافة الرفيعة لكي نساعد على جعل المدرسة مصنعا لإخراج التلاميذ. فللثقافة الرفيعة أهميتها في حياة الشعوب حتى ولو كانت مقصورة على فئة مختارة من الناس اختارت التخصص في العلم المجرد. فإذا عجزنا عن جعل كل طالب في كل مدرسة يتذوق العلم المجرد والمتعة الثقافية العالية فلا أقل من أن نوفر هذه الفرص لأولئك النفر من الطلبة الذين يؤهلهم استعدادهم الخاص لتذوقها. فمثل هذا النفر المسؤول عن مستقبل الحضارة والثقافة في كل شعب من الشعوب.
(ت. س. اليوت) وشعره في سن الشباب
نشر الأستاذ (كارلوس بيكر) أستاذ الأدب الحديث في جامعة برنستون الشهرية بحثا طريفا عن أمير الشعر الإنكليزي المعاصر (ت. س. اليوت) بمناسبة انقضاء ٣٠ عاما على ظهور ملحمته الخالدة (الأرض الخراب).
ويقول الأستاذ ببكر أن شعر اليوت في سن الشباب يتميز بالنقد الاجتماعي اللاذع الذي مهد له السبيل لبناء مدرسته العتيدة في الشعر العالمي المعاصر. فللمستر اليوت مدرسة فكرية هامة لا يفتصر نفوذها على حاضر الشعر الإنجلوسكسوني بل يتعداه إلى أوساط أدبية