يقتصر اليوت على الشعر في نشر آرائه في هذه الفترة بل عمد إلى النثر. وله عدة كتب تحتوي مقالات نثرية هي من أثمن ما في الأدب الإنجليزي الحديث من نتاج. واعتنق اليوت الكاثوليكية بعد أن كفر بالبروتستانتية التي نشأ عليها لاعتقاده بأن البروتستانتية دين لا يكترث بذخيرة الماضي الروحية ولا يعتني بها عناية الكنيسة الكاثوليكية.
وفي عام ١٩٥٠ نشر المستر اليوت مسرحية جديدة بعنوان (حفلة كوكتيل) عاوده فيها حنينه إلى النقد والسخرية.
ولا يزال المستر اليوت رعيما لمدرسة الشعر الحديث في العالم الانجلوسكسوني. وهو يقيم في بريطانيا اليوم ويتولى إدارة إحدى كبريات دور النشر البريطانية.
الحياة الأدبية في أمريكا اللاتينية
عالم واسع الأرجاء يطفح بالحياة والثورة الفكرية الجامحة - هذا العالم اللاتيني المؤلف من حوالي ٢٢ دولة ودويلة في أمريكا الجنوبية. ومع ذلك يندر أن نعثر في صحف الأدب والفن على استعراضات للحياة الأدبية والفنية في أمريكا اللاتينية - وكل ما يعلمه الناس عن أبناء الأرجنتين والبرازيل والشيلي وفنزويلا وبيرو وكولومبيا وسواها من الأمم اللاتينية في أمريكا الجنوبية لا يتجاوز الأخبار الصاخبة التي تصاحب الانقلابات العسكرية والسياسية التي أصبحت علما على هذه الدول.
والواقع أن الضجة السياسية في أمريكا اللاتينية تخفى ثورة فكرية جامحة فيها كثير من العناصر التي تصاحب الحياة الفكرية في البلاد الآسيوية.
وقد استعرض أحد الكتاب في الملحق الأدبي لجريدة النيويورك تايمس مؤخراً الحياة الأدبية في هذه الدول اللاتينية فوجد أن من أهم العناصر التي تؤثر في الإنتاج الفني لأرباب القلم في أمريكا اللاتينية عنصرين: الحرية السياسية، والعدالة الاجتماعية وهما كما نرى عنصران لهما شبيه في حاضر الأدب الغربي والآسيوي إجمالا.
وفن القصص في أمريكا الجنوبية فن ضعيف، إلا من قلة ضئيلة يتزعمها القصصي الفينزويلي (رامون دياز سانشيز). وقد أصدر هذا الكاتب قصة هي غاية في الإبداع تعالج حياة العمال الوطنيين في مناطق آبار البترول الفينزويلية التي تحتكرها الشركات الأمريكية. والقصة سجل للتطور النفساني العميق الذي يمر به العامل حين ينتقل من حياة