للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليونان وصربيا وبلغاريا ورومانيا، واستفاد من ذلك أجل الفائدة، إذ عرف أمما تختلف عن وطنه في كثير من النواحي، وفهم نفسيات شعوبها، وأخلاق أهلها، وكان ذلك أكبر عون له على رسم كثير من شخصيات قصصه. وفكرة قصته التي نال عليها الجائزة إنما انبعثت في نفسه حين كان يعمل مقرراً لمجلس الحرب في صوفيا

ابتدأ فرسيل يخوض غمار الأدب برسالته القيمة ' ' التي نال بها ليسانس الآداب. وبعد ذلك نشر كتابه وبعد هذا الكتاب ظهرت قصته الأولى وتليتها قصة ثم ' ثم ثم ظهرت له هذا العام وقد ابتدأت مجلة (جرانجوار) الأدبية تنشر له منذ بضعة أسابيع آخر قصصه

ولفرسل ترجمة شيقة عن (دوجسكلان) وهو يراسل عدداً كبيراً من المجلات الفرنسية الكبرى، وعلى الأخص (ريفودوفرانس) و (ماريان) و (جرنجوار)

وروجيه فرسل يهيم بالقوة، والإرادة الجبارة، والشجاعة الخارقة التي يراها واضحة جلية في كثير من رجال الجيش وبحارة السفن والصيادين المخاطرين. وهو يرى أن غرائزنا الوراثية الأولى التي تدفعنا إلى احتقار الحياة والاستهانة بالموت، والغرام بالنزال والقتال، تلك الغرائز التي يظن الكثير أنها ماتت بتطور الإنسان لا تزال كامنة فينا، وسرعان ما تطغى على شخصيات الكثير منا عندما تمهد الفرصة المناسبة لظهورها كالحرب مثلاً التي هي أكبر عامل في إظهار هذه الغرائز الأولى. وفي قصة (كبتن كونان) يرسم لنا فرسل صوراً من أولئك الأبطال الذين يحملون أرواحهم على أكفهم مستهدفين للمهالك غير عابثين بالموت، وإليهم يرجع كل فضل في الفوز والانتصار

و (كونان) بطل القصة رجل صغير الجسم، هادئ الطبع، لين الجانب كان يشتغل بائعاً صغيراً في سان مالو. ولم تكد تشب الحرب عام ١٩١٤ ويتطوع فيها في جيش الشرق حتى تستيقظ في بطولة كانت خامدة تسوقه إلى مراتب الرقي السريع، فنراه على رأس فصيلة صغيرة في الجيش نفخ فيها من روحه وبسالته، حتى استيقظت في أفرادها نفس الغرائز التي استيقظت فيه، غرائز الإنسان الأول الذي لا يعرف للحياة قيمة ولا للموت رهبة، فينساقون وراء رئيسهم (كونان) إلى شتى ضروب المهالك دون خوف ولا وجل

لقد تجردوا من كل صفات الجنود النظاميين، وأصبحوا أشبه ما يكون برؤساء العصابات،

<<  <  ج:
ص:  >  >>