بمعنى الإكرام وإجزال الثواب للعبد. فهو في صميمه مثل فريد من أمثلة الجناس التام إذا أخذنا في هذا بمقوماته وروح الحسن فيه.
ومثل هذا قوله تعالى من سورة براءة:(ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو إذن، قل أذن خير لكم، يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) فإن (أذن) الأولى غير (أذن) الثانية في الدلالة وفي المعنى الذي تفيد أنه في موضعهما من الآية. الأولى للذم أراده المنافقون والثانية للمدح أراده الحق سبحانه وأظهره بإضافتها إلى خير. كذلك يؤمن الأولى غير يؤمن الثانية في المعنى وإن جاء الفرق من اختلاف حرف الجر بعدهما، فإن الإيمان بالله غير الإيمان للمؤمنين. فهذا إذا أخذنا بالجوهر لا بالعرض مثل من أروع أمثلة الجناس التام.
هذه صنوف من الأمثلة جئ بها على سبيل التوضيح لا على سبيل الحصر، وسيختلف الحكم فيها وعليها باختلاف المعايير، ولكن سيسلم منها على أي حال لجميع النظار على اختلاف المعيار مثل جديدة تنقض تلك القضية التي جرى عليها علماء العربية ومن بينهم صاحب الوسيلة الأدبية وصاحب الإتقان، من ندرة الجناس التام في القرآن.