بسرعة). ويظهر أن الأختين قد شاهدتاه (لأنهما سارتا أربع أو خمس مرات بجانب النافذة المطلة على الشارع كأن القلق كان يحز في قلبيهما). ولكن اللقاء لم يتحقق، وهو لو تحقق لأدى إلى المصالحة على أكبر احتمال.
فر كوليرج إلى (برستول) ولحق بصديقه ساوذي هناك مع عدد من البانتوكراسيين ومنهم كانت عائلة تدعى عائلة (فركر). وقد تزوج ساوذي (أديت فركر) بينما تزوج كوليرج (سارة فركر) كما يقع ذلك بصورة فجائية بنتيجة الصدمات التي تصيب العاطفة الهائجة (فتجعلها ترتمي في أحضان أية امرأة يضعها القدر في طريقها). يقول كامبل (إن الزواج لم يعقد في السماء وإنما قرر على الأرض وعلى يد ساوذي. إن السماء وحدها وليس أحباء كوليرج، هي التي تعرف ما كان يحدث لو أنه اقترن بدوروثي ورد زورث) ليس من حقنا أن نرجم بالغيب في مثل هذه الأشياء، وإن نحن حاولنا ذلك فلن نصيب إلا أنفسنا. أما إن التقاءه بها كان مؤخراً فهذا حق لا يماري فيه أحد، وكذلك كان الحال مع وليم ورد زورث أخيها. وبعد أن مكثت عائلة كوليرج أمداً قصيراً في (كيلفندن) وبرستول تخللتها سفرة قام بها كوليرج وزوجه لجمع الاشتراكات لمشروع جريدة باسم (المراقب) ارتحلت هذه العائلة مع وليدها إلى (نيذر ستاوي) في (سومرثت) لتكون بجوار توماس يوول، الصديق الوفي والخل المخلص. وإلى هنا قدم وردزورث مع أخته الجميلة في تموز عام١٧٩٧، وقد لحق بهما بعدئذ تشارلي لامب وصل الجميع في ضيافة كوليرج (وقد خلدت هذه الزيارة في قصيدة (تحت ظلال شجرة الليمون) وبعد ذلك رجع تشارلي إلى لندن بعد مكوثه معهم لمدة قصيرة جداً، بينما أقام وردزورث وأخته في (الفوكسدن) على مقربة ثلاثة أميال من دار كوليرج، وذلك بسبب الرابطة السحرية التي ربطتهما بعنف وقوة بكل ما له علاقة بكوليرج. وأخيراً حدثت المعجزة. قد يكون من الحق أن نقول إن كوليرج لم يبلغ مبلغ الإعجاز فجأة، لأنه سبق له أن طبع مجلداً من الشعر طبعة ثانية بعد أن نفذت الطبعة الأولى؛ ولكن هذا المجلد لم ينبئ بما سيقع. أما وردزورث فكان يستوحي آلهة الشعر - إن جاز لنا أن نطلق كلمة (الوحي) على ناظم قصيدة (المجاورين) - ولكن العجب سيأخذ منا مأخذاً شديداً، لأننا سنجد هذا الناظم بالذات ينظم بعد حول فقط قصيدته العصماء (كنيسة تنيترن) فما كان غير محتمل وقع، وما كان أملا تحقق. وقد غدا الأخ والأخت والصديق