بدورها وتمضي بيسر وجمال وبراعة؛ فشكسبير - على علو كعبه وسمو منزلته - لم يتمكن من الإتيان بما أتى به كوليرج في هذه القصيدة اللهم إلا بعض النتف المتناثرة هنا وهناك. . . إن في هذه القصيدة لحن الملائكة وصوتهم العذب المرتل، وكأنهم في إنشادهم هذا جوقة سماوية تغني ما يحلو لها من الأنغام الدينية أمام بوابة الفردوس في غبش الفجر.
وعلى الرغم من أن النقاد يعترفون بسحر هذه القصيدة وقوة تأثيرها وجمالها الفني، إلا أنهم مع ذلك يسفهون هذا الاعتراف، وذلك لأنهم يصرون على التساؤل عن السبب الذي منع كوليرج من عدم اتباعها بقصائد مماثلة أو أن يكتب شيئاً يضارعها.
وأخيراً لوى كوليرج رقبة إرادته النحيلة بتأثير الأفيون واشتد كابوس العادة عليه، فأصبح - كما قال هازلت - رجلاً يقدر على كل شيء إلا ما يمثل واجبا من الواجبات! وقد تمكن مرة أو مرتين في (كرستابل) و (قبلاي خان) أن يكتشف أجواء مقدسة، ولكن إرادته لم تقو على الاستمرار في التحليق في مثل هذه الأجواء، فإنتهت قصته كشاعر في محاولات متكررة غير مجدية لإتمام (كرستابل). وكل هذا حق صراح، أو على الأقل يمكن أن يكون مقنعاً لي شخص يحاول أن يستعرض مسألة شذوذ كوليرج.