الزائر أن يمضي فيها وقتاً هادئاً لطيفاً صيفاً وشتاء، وهو بمثابة مصحة للأعصاب المتعبة، والأذهان المضطربة، والنفوس الثائرة. ذلك أن المناظر الريفية الخلابة تشرح الصدر، وتمتع البصر إذ يمتد طويلاً في فضاء البحيرة المتلون، فمن مناظر جميلة على صفحة الماء الزرقاء المترقرقة في اليوم الصحو، إلى مناظر تشبه الغروب والوقت ضحى أو ظهراً إذا كانت السماء ملبدة بالغيوم، فتظهر القوارب والشرع كأنما تسير إلى جوف الغيب الذي لا يدرك، أو تنتشر على أمواج الماء في اليوم المشمس فتنافس الشروق في بعث الأمل في النفوس البائسة، وتشرح الصدور المثقلة بالمتاعب، وتخفف عن الكواهل عبء المسئوليات.
وهيأ لنا الأستاذ الداعي رحلة جميلة إلى تفتيش مصائد الأسماك، وقدم الأوبرج طعام الغداء لضيوفه الكثيرين إلى جانب نزاله العديدين الذين كانوا يبدو على محياهم البشر والرضاء. وعدنا في سيارات الفندق التي ذهبنا بها في راحة وبشر، بعد أن استودعنا الأستاذ عبد العزيز طلعت وطلبنا إليه أن يكثر من أمثال هذه المشاتي وتوجيه أكبر عناية للمصايف على الشواطئ المصرية الجميلة، التي تضارع أحسن شواطئ العالم إن لم تمتز عليها بأشياء كثيرة. وحبذا لو اهتم أصحاب رؤوس الأموال منا لأن يتعاونوا على إنشاء المشاتي والمصايف على أحدث النظم في مختلف المواضع الصالحة لذلك بمصر، حتى نمكن للمواطنين الإفادة من الاستمتاع بأجواء بلادهم، والتي يمكن أن تكون مهبطاً للسائحين من جميع أنحاء العالم، ولتكون من أربح موارد البلاد الاقتصادية.
يوم الفلسفة
أقام أساتذة الفلسفة والتربية بوزارة المعارف حفل تكريم للأستاذ المربي مظهر سعيد عميد الفلسفة وعلم النفس بالمعارف بنادي دار سينما ريفولي. وقد شهد الحفل جمع عظيم من رجالات وزارة المعارف والجامعات، والصحافة، وشرف الحفل نائب الرئيس القائد اللواء محمد نجيب. وبعد أن قال رجال الفلسفة والتربية كلمتهم في تكريم يوم التحرير وعميد الفلسفة والتربية، وبعد أن قال الدكتور منصور فهمي كلمته المستفيضة، قام رجال الجيش الصاغ الديب، فتكلم عن الفلسفة وعن العلماء ومهمتهم في إنجاح سياسة الدولة في عهدها الجديد السعيد، بمقدرة العالم المثبت، وتجربة السياسي المحنك، ثم عرج على المبادئ التي