يجب أن يضعها أساتذة الفلسفة والتربية أمام أعينهم، والطرق الفعالة المجدية التي ينفذون بها إلى نفوس طلابهم، حتى نتمكن من بناء دولة متينة العمد، ثابتة الأسس، سامية الغرض. ودهش الناس أن يجمع الضابط بين العلوم الحربية والعلوم الفلسفية والتربوية والاجتماعية، ولكن لعل عجبهم يخف إذا علموا أن نفراً عظيماً من ضباط الجيش الذي تولى تحرير البلاد. . على أعظم جانب من العلم والثقافة. وأنه لمن حسن الحظ لمصر أن يتولى أمره هذه النخبة الممتازة من أبناءه.
وكان مسك ختام هذا الحفل كلمة الشكر التي ألقاها الدكتور مظهر سعيد المحتفى به، متدفقاً كعادته بدرر الكلام وسامي المعاني.
يوم التحرير
امتاز الأسبوع الماضي بما حدث فيه من أمور مهمة، فقد احتفل الشعب والجيش بيوم التحرير، ولقد أتت الوفود ممثلة للشعب من مختلف أنحاء البلاد، وعرض من وحدات الجيش جانباً من أنواع نشاطه، وحذا حذوه معاهد العلم على اختلافها، وممثلو الجاليات الأجنبية في صفوف الكشافة والجوالة؛ كما زان العرض صفوف نظامية ممتازة من فتيات الكشافة، ومرت المواكب التي ترى نشاط الأمة المتنوع. لقد كان يوماً عظيماً خالداً، نعم لقد كان مهرجان يوم ١٣ يوليو١٩٥٢ يوم التحرير الذي لا يمكن أن ينسى مهرجاناً فخماً؛ ذلك بأن يوم التحرير سطره التاريخ في صفحات الأزل بحروف من نور، وصار يوم البعث، يوم الحياة.
وكان أهم ما امتاز به يوم التحرير. . الخطبة العظيمة التي ألقاها الرئيس القائد اللواء محمد نجيب؛ فقد عبر بها عن آلام الشعب وآماله، ألقاها بلسان الحق والقوة والإخلاص، فنفذت إلى كل قلب، واستقرت في كل نفس، واعتمدت دستوراً لن يحيد عنه إنسان واحد في الوادي، أو يشذ عنه، بعد أن فرغ من خطبته الجامعة تلا القسم وردده من وراءه الملايين بصدق وعزم، ونقاء طوية، وعاهد الناس أنفسهم على الثبات على هذا المبدأ، كما أشهدوا الله على أنفسهم، ورجوا الله أن يكون لهم خير نصير، ومن ينصره الله فلا غالب له.