للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويتأنى في عمله والمسرحية تعبر عن روح الهند وفنها الأصيل الذي يختلف عن غيره من الفنون في الدول الأخرى.

وهي رمزية لا تمثل الواقع، ولكنها تصور مع ذلك الحياة الإنسانية أبلغ تصوير. فلا يوجد إقليم اسمه (ياكشا) ولا يعبر عن الملك بصوت دون أن يرى.

يصور طاغور في هذه المسرحية المجتمع البشري، ويصور العلاقة بين الملك والشعب، وبين الرجل والمرأة، وبين العمال والرؤساء، ويصور منزلة هذه الأشياء التي يتعامل بها الناس ويتداولونها، كالذهب والخمر والشعر والغناء والزهور.

فالملك رمز الظلم، والمرأة رمز السحر، والعامل رمز الدأب، والذهب رمز القوة، والخمرة رمز النشوة، والزئبق الأحمر رمز الحب والخوف.

تبدأ المسرحية بغلام عامل يحفر الأرض يخاطب (نالديني) المرأة الجميلة الفاتنة رمز السحر.

كيشور: أليس لديك أزهار كافية يا نالديني؟ لقد أحضرت لك بعضها، وأكثرت من بعض الألوان.

نالديني - كيشور، انطلق، تحرك، عد إلى عملك، أسرع، أرجو أن تعود وإلا تأخرت.

كيشور - يجب أن أختلس جزءاً من وقتي الذي أنفقه في الحفر بحثاً عن الذهب، لأحفر من أجلك حتى أحضر لك الأزهار.

نالديني: ولكنهم سيعاقبونك إذا علموا بما صنعت.

كيشور: قلت: يجب أن تحصلي على زنابق حمر، تالله ما أعظم ندرتها في هذا المكان!

بهذا المطلع البديع يستهل طابور مسرحيته. فهذه الزهور نادرة، ولا يعرف سر مكانها إلا هذا الولد العامل. وهي نادرة ندرة الذهب الذي يحفر المئات منهم الأرض للحصول عليه. ليقدموه إلى الملك، وإلى أصحاب السلطان. وليس لهؤلاء العمال الحفارين أسماء إلا فيما بينهم وبين أنفسهم. أما في نظر رؤسائهم، فلا يعرفونهم إلا بأرقام. إنهم (نمر) لا أكثر. فهذا الحفار يشقى في الأرض باحثاً عن الذهب، ولكنه غير راض عن عمله، بل ساخط عليه، على حين يقبل باحثاً عن الزنابق حتى يستطيع تقديمها هدية إلى نالديني. فترضى بذلك نفسه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>