العالم ذلك مرة أخرى. ويظهر أنني أحب البيت الذي قضى فيه نحبه بانفعال أشد من الوقت الذي كان يسكن فيه، فما كان مسكناً له أصبح لدي معبداً). . . ومع ذلك فإن الناس سيضلون يتخيلون ويخمنون في ما كان يمكن أن يتركه كوليرج من كنوز لو أنه لم يشرب الأفيون أو لو أنه تمكن من نبذ الميتافيزيقا أو لو أنه اقترن بدوروثي ورد زورث، أو لو أنه أخذ بنصح أصدقائه الذين أرادوا إنقاذه. وقد كتب بهذا الخصوص الدكتور جارنيت قائلاً: عاش كوليرج حتى عام ١٨٣٤، ولو أن كل سنة منحياته أنتجت ما أنتجه محصول سنة ١٧٩٣ لأصبح إنتاجه أعظم كمية ونوعية من إنتاج معاصريه جميعاً. أمامنا بعد كل هذا، هذا السؤال الملح: أيهما كان مديناً لصاحبه كوليرج أم ورد زورث في غضون مكثهما في (كوانتوك)؟ وهذا السؤال - كما يعتقد السر ثوماس براون - سؤال محير. ولم نثر هذا السؤال إلى لاعتقادنا بأنه لم يوضع له جواب مقنع لحد الآن. ومن المعتاد أن يجادل بعضهم في هذا ذاهبين إلى أن كوليرج استلم أكثر مما أعطى لأنه كان أكثر تأثيراً في صاحبه، ولكننا نعارض هذا الرأي لأننا نعتقد بأنه أعطى أكثر مما استلم لأن مجرد وجوده، بما امتاز به من قوة إيحائية، جعلت هيمنة شخصيته واضحة الأثر في خدينه. وما لنا (للتدليل على ذلك) إلا أن نلاحظ بعض الحوادث في هذا الباب. فقد نظم كوليرج قصيدته (مظلة شجرة الليمون) في سنة ١٨٩٨، و (البرد في منتصف الليل) في شباط ١٧٧٨، أما قصيدته الجليلة (البلبل) فهي تعود إلى صيف ١٧٧٨، والذي نراه في هذه القصائد أنها أعظم مما أنتجه ورد زورث ولو أنها تدعى الآن (وردزورثية)، ومع ذلك فإن ورد زورث لم يبلغ ذروة شاعريته في سنة ١٧٩٨اللهم إلا باستثناء قصيدته (الشوك). فبينما كان كوليرج ينظم قصائده الرائعة كان ورد زورث يكتب (سيمون لي) و (جودي بليك) التافهتين. وهكذا لم يتمكن ورد زورث من نظم ما له قيمة إلا بعد أن كان كوليرج قد أدى مهمته خير الأداء، وبذا يكون كوليرج هو الذي علم ورد زورث الألحان العذاب فحسنها هذا الأخير بدوره. أما ألحان قصيدة (النوتي القديم) فكانت فريدة في بابها عجيبة في صياغتها، بحيث لم يأت شاعر بمثلها لا من قبل ولا من بعد، حتى شكسبير لم يكد يبلغ أوجها على قيثارة (إيريل).