وتلك الأساليب والأهداف هي - دون سواها - ما يختلف الناس عليه حين يتكلمون في الإصلاح.
والإصلاح هو أن ترى في يومك خيراً مما رأيت في أمسك، وأن تجد في غدك أحسن مما وجدت في يومك، أي أن تتجه إلى الأمام دائماً دون وقوف أو رجوع إلى الوراء.
ولكن: كيف نقوم بهذا الإصلاح؟ وكيف نحققه في حياتنا الواقعية؟ إن الإصلاح يجب - ابتداء - أن تكون له في أذهاننا صورة واضحة كاملة حتى يمكن أن نتجه إلى شيء له كيان قائم ومعالم معروفة، وتلك أولى الخطوات في كل إصلاح بل في كل عمل، فإن الأفكار إذا لم تتضح جلياً قبل تنفيذها بحيث تعرف لنا دقائقها وتفصيلاتها فهيهات أن نستطيع تحقيقها. والإصلاح ينصب على حياة الناس من كافة جوانبها وزواياها، ولن ينهض إنسان إذا قام منه جانب ومال جانب، فإن الجانب المائل يشد إليه الجانب الذي سمق وارتفع فإذا بهما منحدران معاً إلى منحدرهما القديم؟
والإصلاح لا يقف عند حد، فما دامت الحياة فهناك إصلاح منشود، والإنسان طموح دائماً ولن يقف طموحه إلا بوقوف نبضات قلبه! والمصلحون هم نحن أنفسنا دون سوانا، ولن يصل أحد إلى دخائل نفس الإنسان سوى نفسه، والفرد هو الوحدة المتكررة التي يتكون منها المجتمع، فيجب أن يتجه الإصلاح أول ما يتجه إلى عقله وذهنه وسلوكه وبهذا نخلق الوعي بين المواطنين فيصبح طريق الإصلاح ممهداً ويقل ما ننفق في الإصلاح من جهد وننتفع بما ننفق أكبر انتفاع.